تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٦١
[قطران] نوعان غليظ براق حاد الرائحة ويعرف بالبرقي ورقيق كمد ويعرف بالسائل والأول من الشريين خاصة والثاني من الأرز والسدر ونحوهما. وصنعته: أن تقطع هذه الأحطاب وتجعل في قبة قد بنيت على بلاط سوى وفيها قناة تصب إلى خارج وتوقد حولها النار فإنه يقطر وأجوده الأول وهو حار يابس في الثالثة أو الثانية يحفظ الأجساد من البلى ومن ثم سمى حياة الموتى ويمنع الهوام والبرد والطاعون والوباء ويجلو الآثار كلها ويدمل ويقلع البياض كحلا وأوجاع الاذن بالزيت قطورا وأوجاع الصدر والربو والسعال وضعف الكبد والسموم كلها خصوصا الأرنب البحري والاستسقاء والديدان شربا ويخرج الأجنة حملا ويمنع انعقاد النطفة ويمنع داء الفيل مطلقا والحكة والجرب وتوليد القمل طلاء ويجلو البياض والقروح في الاكحال، وذكر الزهري أنه عنصر الغوالي والطيوب إذا صعد حتى يبيض وأظن التقطير أولى في ذلك أو يبيض بالخل وبياض البيض وإن غطى بصوفة أو إسفنجة حال طبخه لقطت لطيفة فيستعمل وهو يصدع المحرور مع تسكينه الصداع البارد خصوصا إن قلنا إنه في الرابعة ويقوم مقام الأفيون وشربته نصف مثقال [قطاة] طائر معروف في حجم الحمام ومنه مرقش يضرب إلى صفرة وهو حار يابس في الثالثة يجفف الرطوبات كلها ويزيل البلغم والاستسقاء والرياح الغليظة وينفع من الفالج والنسا وبرد الأحشاء وهو جيد للمشايخ والمرطوبين ودمه يجلو البياض كحلا وقونصته تولد الحصى وهو يصدع ويفسد المعدة ويصلحه الخل. ومن خواص عظامه: أنها إذا أحرقت وطبخت بالزيت أنبتت الشعر في القراع وداء الثعلب [قطائف] خبز يعجن قريبا من الميوعة ويخمر جدا ويسكب على فولاذ أو طابق وأجوده المخمور النقي البياض الذي بدنه كالإسفنج ثم قد يفرك بدهن اللوز والعسل وقد يحشى بالفستق والعسل مبخرا وهو حار رطب في الثانية والمعمول بالعسل حار في آخر الثانية معتدل يخصب البدن ويولد الدم الجيد وينهضم سريعا فيغذى ويقوى الأعضاء وهو خير من الكنافة وإن أكل قبل الطعام منعه أن يثقل وهو من أغذية الناقهين ومن عجزت قواهم ومتى أكثر من أكله وأتبع بالسكنجبين سمن سمنا عظيما خصوصا بالجوز [قعبل] من الكمأة [قعنب] يطلق على الثعلب والقلقاس [قفر] عند الاطلاق هو القار فان قيد بقفر اليهود فهو الجمار وهو قطع يتولد ببحر طبرية فيلفظه إلى الساحل وأجوده الأحمر الصافي البراق الطيب الرائحة ومنه نوع يستخرج من الأرض بالقدس وهو حار يابس في الثانية أو الثالثة يسد مسد الزفت والقار والقطران في كل ما ذكر وينفع من أوجاع الأسنان والصدر والصداع والسعال والربو ونفث الدم ونزفه والاسهال المفرط وضعف الكبد والكلى والبواسير والديدان وتقطير البول وأمراض الأرحام مطلقا ويطيب رائحة الفم ويقطع البخار الردئ وينقى البشرة ويشد الأعضاء كيف استعمل وغالب ما ذكر عن تجربة ويطبخ عندنا بالزيت حتى يتحلل وتدهن به الكروم عند إطلاق العقد فلا يدنو منها دود ولا هامة ولا نعلم له ضررا بشئ بل قال بعض الأطباء إنه ينوب عن العنبر في منافعه [قفلوط] من الكراث [قلقاس] نبت مشهور لا يكون إلا عن المياه عريض الأوراق كثير الأغصان والمستعمل منه أصول كالجزر وأشد منه استدارة ويوجد ببعض بلاد الشام ويكثر بمصر ويبدو في نحو توت ويستمر إلى أمشير وقد يدفن في التراب ويطرى بالماء ليقيم زمنا طويلا وهو حار في آخر الأولى أو أول الثانية رطب فيها يسمن سمنا لا يفعله غيره ويهيج الباه ويغذى جيدا ويصلح الصدر من الخشونة والسعال ومنه ذكر لا ينضجه الطبخ وهو الصلب المستدير القليل البياض إذا دق وجعل
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340