[غالية] هي من التراكيب القديمة الملوكية ابتدعها جالينوس لفيلجوس الملك وقد سأله عما يصلح أبدان النساء وأرحامهن من نحو البرودة ثم توسع فيها فعملت لنحو الفالج واللقوة والنسا والخدر عند كراهة الأدوية وقد انحصرت الأطياب في المياه. وصنعتها: نقع الأجساد الطيبة كالعود والصندل والكمكام في المياه الطيبة كالورد والخلاف ثم تقطير ذلك بالمحجوبات بعد إحكام الأنابيق وقطع الرطوبات الضعيفة ورفعها وقد تزاد عند أخذها في التقطير من المسك والعنبر حسب الإرادة ويرفع الأول وهو أرفعها على حدة والأصفر الثاني للمتوسطين والثالث للغير وفى الأطياب وهى عبارة عن سحق العناصر الطيبية بخلط محكم ورفعها وفى الادهان وقد سبق وفى الغوالي وهى عبارة عن إحكام حل المسك والعنبر في دهن البان بلا نار إن أمكن وهو الأولى لان المسك لا يعدلها لأنه دم وهى تعفنه أو تلطفه وهذه الثلاثة هي العناصر ثم تختلف في تقليل أحد القسمين وتكثيره والتسوية وقد يطبخ به الظفر حتى ينحل ويصفى وقد يزاد الشمع للقوام والعود المحلول وينبغي صناعتها في أعدل الأوقات كسحر الصيف وغدوات الربيع وقريب ظهائر الخريف وسحقها وخزنها في جوهر صاف لا يتحلل كزجاج وذهب ومتى وضعت حارة في الماء صارت شهباء [غالية ساطعة الريح] تنفع من الأمراض الباردة وتقوى الأحشاء والأعضاء كلها وتنفع من أنواع الصداع والشقيقة. وصنعتها:
قطران مصعد خمس مثاقيل بسباسة حسك من كل ثلاثة مسك واحد ونصف عود درهم سندروس نصف مثقال عنبر أربع دوانق يخلط الكل بدهن البان والزئبق وقد يضاف قرنفل فلنجة من كل اثنان وقد يدبر القطران بالكندس وقد يزاد صندل زعفران ساذروان سنبل حسب ما يحتاج إليه [غالية من تراكيب زينة العروس المنسوب للنجاشعة] تشد البدن وتطيب الرائحة وتحلل الأورام وتفتح سدد الرأس ويغش بها الزباد لحسن رائحتها، وملازمتها يقطع الصداع البارد والنزلات وسائر أمراض الرحم. وصنعتها: قرنفل دار صيني ورد من كل جزء سنبل بسباسة عود من كل نصف جزء تسحق بالغا وتنقع في عشرة أمتالها ماء آس وينقع الظفر بعد تنظيف لحمه في ماء ورد ويترك الكل ثلاثا ثم يغلى ماء الآس حتى يبقى ربعه فيصفى على الظفر وماء الورد ويرفع على النار الهادئة قدر ساعة ثم يصفى ويخلط ما بقى من الماء بمثله دهن البان في نحو الزجاج ثم يدفن وقد أحكم سده في الزبل أسبوعا فان تقوم وإلا زيد ثم يمزج بعشره من الزباد وحبة لكل درهم من كل من المسك والعنبر محلولين فيه ويرفع وهى من أعجب التراكيب [غالية من الاسرار المخزونة] وجدت في ذخائر الخلفاء لأنها تفعل أفعالا عجيبة قيل وجد على ظرفها منقوشا الله الله على سمع فاعلها و؟؟ لا يهتك بها الأستار المصونة لأنه من ادهن بها وواقع لم تقبل غيره ولم تصبر عنه وتهيج الشاهية من الجهتين وتبلغ باللذة إلى أن يغيب العقل وتنفع من الفالج واللقوة والخدر والدوار وأوجاع الظهر والمفاصل.
وصنعتها: لاذن تنبول كبابة زعفران مر قرنفل قفر اليهود من كل جزء تنعم وتطبخ بماء الخلاف ثلاثة أيام ثم بدهن البان أربعة ثم تنزل وقد حل العنبر والمسك والسك في مرائر الدجاج والكباش السود فيخلط بها ويشد في فضة أو زجاج ويرفع أربعين يوما ويستعمل [غبيرا] هذا الاسم فيه خلاف كثير فأهل الفلاحة يطلقونه على القراصيا وقوم على السبستان وآخرون على الأنجرة وطائفة يقولون إنها الزعرور الأسود وأطلقه ناس على نوع من البجم خشن الأوراق يسمى القاقلة وهى في الحقيقة من المرماخور والصحيح المراد في هذه الصناعة من هذا الاسم الزيزفون وهو شجر كثير الوجود بالمشرق وأعمال أنطاكية يقارب شجر العناب خشن العناب خشن الأوراق سبط العود يقارب ورقه الصعتر البستاني لكنه مستطيل وله زهر إلى الصفرة ومنه ذهبي يخلف ثمرا