الزهراء الكعبي يرحمه الله، في العاشر من محرم الحرام من سنة 1402 للهجرة.
فأصغيت عنده أيما إصغاء لنداءات الإمام الحسين..
وترتعد جوارحي، مع الدمعة والعبرة، وشئ في دمي كأنه الثورة..
وهتاف في جوارحي.. لبيك، يا سيدي يا بن رسول الله..
وتنطلق في ذهني أسئلة لا تكاد تنتهي، وكأنه نور كان محجوبا، فانبعث يشق الفضاء الرحيب دفعة واحدة..
انطلاقة يؤمها الحسين، بقية المصطفى، رأس الأمة، وعلم الدين؟
انطلاقة الإسلام كله تنبعث من جديد، ورسول الله يقودها من جديد، بشخص ريحانته، وسبطه الحسين؟
وهذه نداءات الإسلام يبثها أينما حل، والجميع يعرفها! ولا يعرف للإسلام معنى في سواها؟
ومصارع أبناء الرسول؟!!
وتيار الانحراف يجرف الحدود، ويقتحم السدود؟!
وأشياء أخرى لا تنتهي...
وتعود بي الأفكار إلى سنين خلت، وأنا أدرج على سلم الدرس، لم أشذ فيها عن معلمي، فقلت: ليتني سمعت إذا ذاك ما يروي ضمأي..
ولكن، ما هو ذنب معلمي! إنه مثلي، كان يسمع ما كنت أسمعه، وليس إلا..
بل ليتها مناهجنا قد نالت شرف الوفاء لهذا العطاء الفريد..
ليتها مرت على فصول تلك الملاحم، ولو مرور العابرين! من غير تعظيم، أو تمجيد، أو ثناء..
فليس ثمة حاجة إلى شئ من هذا القبيل، فقد تألق أولئك الأبطال فوق ذروة المديح والثناء، فكأنني أنظر إلى منابر التبجيل والإطراء مهطعة تحدق