ثالثا: قال أنس بن مالك: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ".
قال أنس قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، وكتمته، إذ جاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من هذا، يا أنس؟ ".
فقلت: علي فقام مستبشرا، فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه.
فقال علي عليه السلام: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: " وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟ " (1).
رابعا: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أوحي إلي في علي ثلاث: أنه سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين " (2).
أفوق هذه الفصاحة فصاحة؟
أم بعد هذا البيان بيان؟
أفلا يكفينا كلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بصريح العبارة - مرة بعد أخرى - لمعرفة طريق الهدى؟!
بأي شئ إذن سنهتدي؟