من الفرائض، ولا تحليل شئ ولا تحريمه، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعش بعد نزول هذه الآية إلا إحدى وثمانين ليلة (1).
انتهى الرأي الأول.
الظاهر في هذا الرأي أن أصحابه قد تبنوا أمرين:
الأمر الأول: أن الآية نزلت يوم عرفة من حجة الوداع. وقد أنشأوا هذا اعتمادا على ما جاء في الرواية عن عمر بن الخطاب، وقد جاءه يهودي، فقال له: لو نزلت هذه الآية فينا لجعلناها عيدا.
فقال: إني لأعلم أين نزلت، ومتى نزلت، نزلت يوم عرفة، والنبي يخطب، وهو يوم عيد.
والرواية الأخرى عن معاوية بن أبي سفيان، وقد كان يخطب على منبره، فنزع بهذا الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم) وقال: إنها نزلت يوم عرفة، في حجة الوداع، والنبي يخطب.
وقد ذكر ابن كثير، وآخرون روايات أخرى نسبت إلى علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس، وسمرة بن جندب.
ولكن لا يصح الاحتجاج بشئ من هذه الروايات، لضعف إسنادها:
فأما رواية سمرة، فقد ردها ابن أبي بكر الهيثمي (2)، فقال: فيها عمر بن موسى بن وجيه، وهو ضعيف.
وأما المنسوبة إلى عبد الله بن عباس ففيها عمار مولى بني هاشم، وقد تكلم فيه البخاري، فبعد أن ذكر له حديثا عن ابن عباس، قال: لا يتابع عليه.
وقال فيه ابن حبان: كان يخطئ.