وجعلهم أمان الأمة من الهلكة ومنقذي الملة من الضلالة ونجاة المؤمنين من الغرق، المتمسك بحبل ولائهم مؤمن طيب الولادة، والناكب عن صراطهم منافق ردئ الولادة محبهم ينتظر الرحمة ومبغضهم ليس له إلا النقمة، لا يصل العبد إلى ربه إلا من طريقهم ولا يدخل إلا من بابهم.
ثم الراضون على شيعتهم ومحبيهم من الصحابة الأولين الذين بايعوهم على نصرة الدين، وثبتوا معهم على العهد وكانوا من الشاكرين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل كل من يقرأ كتابي يميل إلى الحق بإذنك، ويترك التعصب بمنك وإحسانك، فإنك أنت الوحيد القادر على ذلك ولا يقدر عليه سواك.
فبعزتك وجلالك وبقدرتك وكمالك، وبمحبتك لعبادك افتح بصائر المؤمنين الموحدين الذين آمنوا برسالة حبيبك محمد على الحق الذي لا شك فيه، حتى يهتدوا إليه بفضلك ويعرفوا قيمة الأئمة من آل بيت نبيك، ويتوحدوا لإعلاء كلمة الدين بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة والأخوة الصادقة، فلقد عم الفساد في البر والبحر.
ولولا الصبر الذي خلقته وألهمتنا إياه، لدب اليأس إلى قلوبنا ولأصبحنا من الخاسرين، لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون. فاجعلنا اللهم من الصابرين ولا تجعلنا من اليائسين.
اللهم، كن لوليك الحجة ابن الحسن، صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه