والجماعة ويعتبرونهم قمة العلم والفقه، ويقدمونهم على الأئمة الأطهار من آل بيت المصطفى المختار مهملين بعض الصحابة الذين عرفوا لدى الخاص والعام من العلماء وغير العلماء بفسقهم وفجورهم وبعدهم عن روح الإسلام وأخلاقه، أمثال معاوية وابنه يزيد (1) وابن العاص وابن مروان وابن شعبة وغيرهم.
ولوجبت في بعض البلاد العربية والإسلامية ل " أهل السنة والجماعة فسوف تجد لهؤلاء ذكرا وتمجيدا، وشوارع بأسمائهم وكتبا في عبقرياتهم وحسن سياستهم وصحة خلافتهم.
ومع ذلك فنحن لا نضيع الوقت في الكتابة عنهم وكشف عوراتهم فقد كفانا ذلك بعض الأحرار من المؤرخين والمفكرين.
ولكن سنتناول في هذا البحث أولئك الأئمة الذين اشتهروا بالصلاح والعدل والزهد والتقوى فكانوا عمدة أهل السنة والجماعة حتى نتعرف من قريب كيف أنهم غيروا سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأحدثوا في هذه الأمة البدع التي سببت الفرقة والضلالة، وحطمت ذلك البناء الشامخ الذي شيده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقضى حياته كلها عملا وجهادا لصيانته وتثبيته.
وقد انتقيت من بين أقطاب أهل السنة والجماعة اثني عشر شخصية كان لها دور كبير في التأثير على سير الأحداث وتغيير معالم الدين والمساهمة في تفريق الأمة وتشتيتها.