وقد كشف عبد الله بن عمر عن مكنون قلبه وأباح بخالص سره، عندما حدث بأنه لا يعد لعلي (عليه السلام) فضلا ولا فضيلة ولا منفية واحدة تجعله على الأقل في المرتبة الرابعة بعد عثمان بن عفان.
وقد عرفنا بأنه يفضل أبا بكر وعمر وعثمان فقط، أما علي (عليه السلام) فهو بالنسبة إليه من سوقة الناس إن لم يكن أقلهم عنده، وإليك حقيقة أخرى أخرجها المحدثون والمؤرخون تعرب بصراحة عن نفسية ابن عمر الحاقدة والمبغضة لعلي ولكل الأئمة (عليهم السلام) من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الطاهرة.
قال عبد الله بن عمر وهو يفسر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله:
الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش، قال عبد الله بن عمر: يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة وهم:
أبو بكر الصديق، عمر الفاروق، عثمان ذو النورين، معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة، والسفاح، وسلام، ومنصور، وجابر، والمهدي، والأمين، وأمير العصب، كلهم من بني كعب بن لؤي، كلهم صالح لا يؤجج مثله (1).
إقرأ واعجب أيها القارئ العزيز من هذا الفقيه المعظم عند أهل السنة والجماعة كيف يحرف الحقائق ويقلبها فيجعل معاوية وابنه يزيد، والسفاح من أفضل العباد، إذ يقول صراحة: كلهم صالح ولا يوجد مثله!
وقد أعمى بصره الحقد والجهل، كما أعمى بصيرته الحسد والبغض (2) فلم ير لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) فضلا ولا فضيلة فيقدم عليه معاوية الطليق وابنه يزيد الزنديق والمجرم السفاح، وما عشت أراك الدهر عجبا!