ما يحتاجه الإنسان في مسيرته الشاقة للتغلب على كل العقبات والصمود أمام التحديات والوصول إلى الهدف المنشود.
ولكل ذلك عبر سبحانه وتعالى عن هذه الحقيقة بقوله:
ما فرطنا في الكتاب من شئ (الأنعام: 38).
وعلى هذا الأساس فليس هناك من شئ إلا وهو مذكور في كتاب الله تعالى، ولكن الإنسان بعقله المحدود لا يدرك كل الأشياء التي ذكرها الله سبحانه وتعالى لحكمة بالغة لا تخفى على أهل المعرفة. وذلك كقوله سبحانه وتعالى:
وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم (الإسراء: 44).
وإن من شئ بدون استثناء تدل على الإنسان والحيوان والجماد يسبح وقد يقبل الإنسان تسبيح الحيوان والكائنات الحية من النباتات ولكن عقله لا يفقه تسبيح الحجارة مثلا. قال تعالى:
أنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق (ص: 18).
وإذا سلمنا بذلك وآمنا به، فلا بد من التسليم والإيمان بأن كتاب الله فيه كل الأحكام التي يحتاجها الناس إلى يوم القيامة، ولكننا لا ندركها إلا إذا رجعنا لمن أنزل عليه وفهم كل معانيه، وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى:
ونزلنا عليك لكتاب تبيانا لكل شئ (النحل: 89).
وإذا سلمنا بأن الله سبحانه بين كل شئ إلى رسوله ليبين للناس ما نزل إليهم، فلا بد أن نسلم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بين كل شئ ولم يترك شيئا يحتاجه الناس إلى يوم القيامة إلا وأعطى فيه حكما.
وإذا لم يصلنا ذلك البيان أو لم نعرفه نحن اليوم فذلك ناتج عن قصورنا وتقصيرنا وجهلنا، أو هو ناتج عن خيانة الواسطة التي بيننا وبينه أو هو ناتج عن جهل الصحابة وعدم وعيهم لما بينه صلى الله عليه وآله وسلم.