ضد الباطل عالمية، فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وبتعبير آخر يملأها حقا بعد ما ملئت بالباطل.
وبما أن أكثر الناس للحق كارهون فهم أنصار الباطل ويبقى في الناس عدد قليل محب للحق فلا ينتصرون على أهل الباطل إلا بإعانة الله لهم عن طريق المعجزات، وذلك ما سجله كتاب الله الكريم في كل المعارك والحروب التي جمعت أهل الحق ضد أهل الباطل كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين (البقرة: 249).
فالذين يصبرون على الحق رغم قلة أعوانه ينصرهم الله سبحانه بالمعجزات فيبعث الملائكة المسومين يقاتلون معهم، ولولا تدخل الله مباشرة لما انتصر الحق على الباطل أبدا.
وها نحن نعيش اليوم هذه الحقيقة المؤلمة، والمؤمنون الصادقون أنصار الحق مغلوبون على أمرهم ومقهورون مشردون ومنكوبون، بينما أنصار الباطل الذين يكفرون بالله يحكمون ويلعبون بمصير الشعوب وبأرواحهم ولا يمكن للمؤمنين المستضعفين أن ينتصروا في معركتهم ضد الكافرين المستكبرين إلا بإعانة الله تعالى، ولذلك وردت الروايات بأن المعجزات ستظهر بظهور المهدي (ع).
وليست هذه دعوة للركود والانتظار، كيف يضح ذلك وقد قدمت آنفا بأنه لا يظهر إلا بوجود الأنصار والأعوان، ويكفي المؤمنين الصادقين أن يحملوا فكر الإسلام الصحيح المتمثل في ولاية أهل البيت - أعني بذلك التمسك بالثقلين كتاب الله وعثرة النبي - ليكونوا من أنصار وأعوان المهدي المنتظر (عليه وعلى آبائه أفضل الصلاة وأزكى السلام).
أقول قولي هذا واستغفر الله إن كنت مخطئا على رأي الأكثرية من الناس، ومصيبا على رأي الأقلية منهم، فلا أبالي بلوم الأكثرية ولا أباهي بمدح الأقلية ما دمت أبتغي رضا الله ورسوله ورضا الأئمة من أهل البيت (ع).
أما رضا الناس فهو غاية لا تدرك، لأن الناس لا يرضون إلا عما يعجبهم ولا