العدول!! ومن الذي خولهم بأن يعلنوا بلسان الحق أن هذه الشريحة من أهل الجنة!! ومن الذي أهل العلماء ليجعلوا لكل فرد من أفراد هذه الشريحة سنته الخاصة به وعلى أي أساس استندوا عندما فوضوا المسلمين بأن يأخذوا دينهم عن أي فرد من أفراد تلك الشريحة!! ثم من الذي أعطاهم صلاحية هدم الفوارق بين الصادقين والكاذبين، لو أن علماء دولة الخلافة قد قالوا بأن صحابة رسول الله المخلصين هم أفضل من سار على وجه الأرض في زمانهم لكان العلماء على الحق في ما قالوا، ولو أنهم كلفوا المسلمين بالدعاء في كل الأوقات لأصحاب الرسول الصادقين لكانوا على الحق أيضا، أما أن يعدلوا شعبا كاملا ومواطني دولة، ويدخلوهم الجنة بسبب رؤيتهم للرسول فهذا ما لا نرضاه لعلماء دولة الخلافة، ولا نرضاه لديننا الحنيف، ولا يقره عقل سليم نتمنى على علماء دولة الخلاة أن يعبدوا النظر بأحكامهم المتعلقة بهذه النظرية، فإن أبوا، فإن حكمهم شئ، وحكم الله ورسوله شئ آخر، والمسلم ملزم باتباع الله ورسوله وغير ملزم باتباع أي عالم أو مجموعة من العلماء في رأي يرونه!
ولم يقف علماء دولة الخلافة عند الحدود السابقة، بل أصدروا أحكاما أخرى مفادها، أن الصحابة كلهم قد كانوا على الحق بحروبهم الدامية التي جرت بينهم، وأنهم جميعا في الجنة، وأنهم جميعا مأجورون!!
فالإمام علي بن أبي طالب الخليفة الشرعي مأجور وفي الجنة، ومعاوية بن أبي سفيان الخارج عن طاعته مأجور وفي الجنة أيضا!! والإمام الحسين وأحفاد النبي وحفيداته، وأبناء عمومته الذين ذبحوا في كربلاء كما تذبح الأضاحي مأجورون وفي الجنة، ويزيد بن معاوية وقادة جيشه الذين ارتكبوا المذبحة مأجورون أيضا وفي الجنة بحجة أنهم صحابة ومجتهدون (1) لقد دخل علماء دولة الخلافة في مواجهة مكشوفة مع الفطرة والعقل، وفي