العبادات، أو تجميل الواقع المر، أو تثبيت سلطة الخلفاء، أو تبرير سنتهم أدرك أفضل خلفاء بني أمية، خطورة نسيان سنة الرسول، وحجم الدمار الذي لحق بها نتيجة سنة الخلفاء المستقرة على منع كتابة ورواية سنة الرسول، وقد عبر الخليفة الأموي عن هذه المخاوف بأمره الذي وجهه إلى واليه على المدينة أبو بكر الحزمي بقوله " أن انظر ما كان من أحاديث رسول الله أو سنته فاكتبه لي فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء " (1) قال أبو ريا " ويبدو أنه لما عاجلت المنية عمر بن العزيز، توقف ابن حزم عن كتابة سنة الرسول خاصة بعد أن عزله يزيد بن عبد الملك سنة 101 ه، وتوقف الذين ساعدوا أبا بكر بن حزم أيضا وفترت حركة التدوين، وعندما تولى هشام بن عبد الملك جد في هذا الأمر ابن شهاب الزهري، ثم شاع التدوين في الطبقة الأولى التي تلت طبقة الزهري وكان ذلك بتشجيع العباسيين (2).
ويمكنك القول: إن تدوين سنة الرسول وروايتها قد بدأ عام 113 ه، أي أن منع الخلفاء لكتابة ورواية سنة الرسول قد استمر قرابة مائة عام وبعد أن أباح عمر بن عبد العزيز كتابة ورواية سنة الرسول بدأ عهد جديد وهو عهد إباحة كتابة ورواية سنة الرسول، وما زالت الإباحة سارية حتى يومنا هذا ولولا عمر بن عبد العزيز لكان من الممكن أن تبقى سنة الخلفاء المتعلقة بمنع كتابة ورواية سنة الرسول حتى يومنا هذا!!! قال الشيخ مصطفى عبد الرزاق " أما أول تدوين لسنة الرسول بالمعنى الحقيقي فيقع ما بين سنة 120 ه وسنة 150 ه " (3).