لغنائهن، وتتكرر الحادثة فيدعون أن الرسول قد رفع عائشة على منكبه لتنظر إلى الحبشة الذين يلعبون في المسجد، فلاحظ عمر هذا السلوك الخاطئ فنهرهم (1)!! وفي رواية الترمذي: فطلع عمر فانفض الناس فقال الرسول:
(إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر) (2) فأنت تلاحظ أن شياطين الجن والإنس لم يفروا من الرسول إنما فروا من عمر!! وفي رواية ثانية أن جارية ضربت بالدف وغنت بين يدي رسول الله بعد رجوعه من إحدى غزواته، فدخل عمر، فألقت الجارية الدف تحت استها ثم قعدت عليه، فقال رسول الله: (إن الشيطان ليخاف منك يا عمر) (3)، فالشيطان حسب زعمهم كان يجلس مع رسول الله آمنا دون خوف فلما دخل عمر، ارتجفت أوصال الشيطان من الخوف والذعر!! وأنت تلاحظ أن الرواة الموالين لذلك النفر قد أعطوا دور البطولة للخليفتين، وخصصوا للرسول الأدوار الثانوية اللازمة لإبراز بطولة الخليفتين وعظمتهما!!! لقد أقنعوا أنفسهم، بأن الرسول الأعظم من النوع العادي جدا من البشر، لدرجة أن كل الناس أعلم منه بشؤون الدنيا، والأعظم من ذلك أنه كان يرفع أناسا وهم يستحقون الوضع... ويضع أناسا وهم يستحقون الرفع، فقد مدح علي بن أبي طالب وأهل بيت النبوة ورفعهم، وقد لعن فئة أخرى من الناس وسبهم وشتمهم وآذاهم بدون سبب وقد وثقنا تلك المزاعم في الصفحات السابقة، فكان قصد ذلك النفر وقصد أوليائهم من اختلاق هذه الاختلاقات وأمثالها وإشاعتها بين المسلمين هو التشكيك بأحاديث الرسول وبسنته التي عالجت موضوع نظام الحكم أو الخلافة من بعد النبي وصولا إلى القول بأن تنصيب الرسول للإمام علي ليكون أو إمام أو خليفة من بعده ونص