أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٢٠١
النبي، لأن هذه السنة برأي ذلك النفر ليست ملائمة ولا تخدم مصلحة المسلمين!! بل (وتؤدي إلى الإجحاف على حد تعبير الخليفة الثاني عمر!!) (1) فالصواب هو رأي ذلك النفر، أما ترتيبات الرسول واستخلافه لعلي بن أبي طالب فليس صوابا!! (2).
والأعظم من ذلك بأن ذلك النفر كان يعتقد بأن كل الناس أعلم من رسول الله بشؤون الدنيا، وحتى يصدق اللاحقون ما قالوا فقد زعموا أن رسول الله قد قال للناس: (أنتم أعلم بشؤون دنياكم) (3) لاحظ كيف عنون مسلم هذا الباب!! فأقوال الرسول بالأمور الدينية يمكن قبولها، أما الأمور الدنيوية فلا بأس من مخالفة الرسول فيها!!!
ولم يتورع ذلك النفر عن الادعاء، بأن الرسول قد سحر - سحره اليهود - لدرجة أنه كان يتخيل أنه قد فعل الشئ وما فعله (4) وصوروا الرسول بصورة أدنى من صورة الإنسان العادي، فقالوا: إنه كان يغضب فيلعن ويسب ويؤذي الناس بدون سبب (5) الله سبحانه وتعالى يصف النبي (وأنك لعلى خلق عظيم) وذلك النفر يصور الرسول بتلك الصور القبيحة!!
وقالوا أيضا إن الرسول كان يستمع غناء جوار من الأنصار، فأتى أبو بكر فنهرهن (6) فلولا أن أبا بكر قد نهر الجواري لبقي رسول الله يستمع .

(١) راجع الكامل في التاريخ ج ٣ ص ٢٤، واقرأ بتمعن نص المحاورة بين ابن عباس وعمر.
(٢) صحيح مسلم كتاب الفضائل (باب وجوه امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش الناس)، وسنن ابن ماجة باب تلقيح النخل.
(٣) المصدر السابق.
(٤) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة إبليس، وكتاب الطب باب هل يستخرج السحر وباب السحر، وصحيح مسلم باب السحر.
(٥) صحيح البخاري كتاب الدعوات باب قول النبي من آذيته، وصحيح مسلم كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي (وليس له أهلا).
(6) صحيح البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي باب مقدم النبي وأصحاب المدينة وكتاب العيدين باب سنة العيدين، وصحيح مسلم كتاب صلاة العيدين باب الرخصة في لعب يوم العيد.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست