لنا بوصيتك، ولا بتوجيهاتك النهائية، لأن عندنا القرآن وهو يغنينا عنك.
لو لم يفتح عمر بن الخطاب هذا الباب فيواجه النبي بهذا اللفظ النابي!! فهل يتجرأ أبو سفيان أو أي زعيم من زعماء بطون قريش أو أي كهف من كهوف المنافقين وأركانهم على التلفظ بمثل هذا القول في حضرة رسول الله لو لم يجرئهم عمر على ذلك فيستعمل هذا اللفظ الفاحش!! لقد اقتصر دور الذين اتبعوه عندما اقتحم حجرة النبي على اللازمة التي وضعها عمر فكانوا يقولون: (القول ما قال عمر) ما له أهجر، استفهموه إنه يهجر!!
فماذا بقي من الإسلام بربك عندما يقول المسلم لرسول الله (اسكت أنت لا تعي ما تقول، حسبنا كتاب الله، ولا حاجة لنا بوصيتك!! إذا كان والد زوجة النبي وأحد المهاجرين يقول مثل هذا الكلام الفظ، فما الذي يمنع أعرابيا من أولئك الذين هم أشد كفرا ونفاقا من أن يقول هذا الكلام لأنه يردد ترديدا ما قاله الصاحب!!!
وهل كان بوسع أحد من المسلمين أن يشغب على الإمام علي أو أن يطعن بشرعية ولايته، أو أن يطالب بالخلافة من بعد النبي مع وجود صاحبها الشرعي لولا ما فعله ذلك النفر من المهاجرين!! لكن عندما يرى المسلمون صهري النبي أبا بكر وعمر، وعثمان وأبا عبيدة يشغبون على ولاية الإمام عليها ويطعنون بشرعيتها، ويطالبون بالخلافة متجاهلين وجود الخليفة الشرعي، فلا تثريب على المسلم العادي لو تاه في هذه الظروف، وعندما يرى المسلمون ذاك النفر من المهاجرين يتنكرون تنكرا كاملا لبيان الرسول أو سنته المتعلقة بنظام الحكم أو من يخلف النبي، ولا يقيمون لهذه السنة أي وزن، لأنها بحكم المعدومة في نظرهم فكيف ترجو من المسلمين البسطاء وحديثي العهد بالإسلام أن يلتزموا بالسنة أو أن يقيموا لها أي وزن!! بل كيف تحملهم على ذلك!!
لقد فتحوا أبواب الفتن كلها، وجرأوا المسلمين على الاستهانة