الأوثان (1) ويعتبر علماء الأديان أن الوثنية نتيجة حتمية لإنكار الإله. فكل دين ينبني على إنكار الإله ينتهي بالفشل. وسبب ذلك أن الناس مفطورون على الإيمان بالآلهة. وهم دائما يفكرون فيمن خلق السماوات والأرض ومن يحيي ويميت. فإذا خلت عقيدة من الإله بادر أتباعها فابتكروا الإله على النحو الذي يتفق مع ثقافتهم ومستواهم العقلي والعلمي.
واستتبع إنكار الإله إنكار العبادات. فإذا لم يكن هناك إله، فلمن تكون العبادة والتضرع والدعاء (2)؟ ولكن الدعاء شئ من طبيعة الإنسان أيضا.
ولذلك نجد أتباع بوذا يقترحون ألوانا من الصلوات والأدعية حتى أولئك الذين لا يقولون بألوهية بوذا. وقد رأيت منها مظهرين في الشرق الأقصى أحدهما أن ينقشوا بعض ألفاظ لاهوتية على عجلات يديرها الهواء أو الماء، وتدور العجلات.
وكلما ارتفعت الكلمات إلى أعلى ردد القوم هذه الكلمات في تضرع وخشية.
والمظهر الثاني ينتشر في عيدهم المسمى " ويشك Waigok " وهو يقام في ليلة البدر التي تجئ في شهر مايو من كل عام. ويحتفل به البوذيون بإندونيسيا في المعبد البوذي الشهير " بروبودور " بالقرب من جوكجا كارتا. والبوذيون في هذا العيد يحملون عيدانا من خشب رفيع يشعل الكهنة أطرافها بالنار، ويحركها البوذيون مقابل وجوههم وهم يتمتمون بالأدعية والصلوات.
وفي الحديث عن نقد البوذية نستعير من Wells عنوانا وضعه في هذا المجال وهو " مفاسد البوذية " ومما قاله تحت هذا العنوان ما يلي (3):