- ولكن الله يسلط رسله على من يشاء عباده.
- وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم.
- فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية.
ولكن الفكر الهندي اتجه هذا الاتجاه الذي لا يمكن التدليل عليه ولا فهمه، وبخاصة بعد أن اضطر الفكر الهندي إلى تقرير أن الروح في الحياة الجديدة مقطوعة تماما عنها في حيواتها السابقة فلا تعرف عتها شيئا، ومعنى هذا أن الروح تنعم أو تشقى دون أن تعرف أسباب النعيم أو الشقاء.
ومما يؤخذ عن الكهانة سواء في ذلك كهانة الوثنيين أو أهل الكتاب الذين صارت بهم تقاليد الجمود إلى حالة كحالة الوثنية في تعليم الصور والتماثيل والتعويل على المعبد والكاهن في كل كبيرة أو صغيرة من شعائر العبادة، أنها تجعل المتدين قطعة من المعبد لا تتم على انفرادها ولا تتم لها ديانة أو شفاعة بمعزل عنه (1)، والتناسخ يخلق وضعا أعمق من ذلك في عدم الاعتراف باستقلال الشخصية ما دام الإنسان حلقة من سلسلة مر بحلقاتها الكائن الحي.
ونرى أن التناسخ يعارض بوضوح نظام الطبقات الدقيق الذي تقول به الهندوسية، فنظام الطبقات يحافظ على العرق والدم، والتناسخ ينقل الروح من طبقة إلى طبقة، بل من إنسان إلى حيوان أحيانا. ولذلك اضطر بعضهم إلى القول أن التناسخ يتم في حدود الصفة التي عليها الإنسان، فأرواح البراهمة تنقل إلى براهمة وأرواح العبيد تنقل إلى عبيد وهكذا، ولكن ذلك يفقد التناسخ قيمته، فالمقصود من التناسخ هو تحقيق الجزاء نظير خير أو شر ارتكبته الروح في الحياة السابقة ولا يتم ذلك ما دام العبد سيبقى عبدا والسيد سيبقى سيدا.