الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٣٦
وحدهم (5 / 1 - 4) ويذكر الشمامسة في معرض الكلام (4 / 11). أما الحالة الاجتماعية لأعضاء تلك الجماعات فلا شك أنها كانت وضيعة على العموم، كما يشهد بالأمر ذلك الكلام الذي تبسط فيه على سلوك الخدم والعبيد (2 / 18 - 25) أكثر مما تبسط في موضوع آخر.
[كاتب الرسالة وتاريخ كتابتها ومكانها] صاحب الرسالة هو بطرس، " رسول يسوع المسيح "، على ما ورد في الرسالة (1 / 1) والشيخ " الشاهد لآلام المسيح " (5 / 1). كتب الرسالة بيد " سلوانس " (5 / 12)، وكان بجانبه مرقس " ابنه " (5 / 13). أكد التقليد نسبة الرسالة إلى الرسول بطرس، وقد شهد بذلك رسالة بطرس الثانية، وهي من آخر ما كتب من مؤلفات العهد الجديد. وأشار بعدئذ إيريناوس وطرطليانس واقليمنضس الإسكندري إلى بطرس إشارتهم إلى صاحب هذه الرسالة. يضاف إلى ذلك أن بابياس في أول القرن الثاني، على ما ذكر المؤرخ أوسابيوس، جعل علاقة وثيقة بين الرسول ومرقس، كاتب الإنجيل الثاني (راجع أيضا رسل 12 / 13).
ولكن بعض أهل الاختصاص شكوا في صحة نسبة الرسالة إلى بطرس. وهذه أهم البراهين التي يأتون بها، والردود التي يمكن أن يرد بها عليهم:
- اللغة اليونانية هي من الجودة ما يجعل من العسير نسبتها إلى بطرس الصياد الجليلي. ولا تحل المشكلة، إذا قيل إن بطرس كتب ما كتب بالآرامية، ثم كلف بعضهم (سلوانس 5 / 12) نقله إلى اليونانية، لأنه يعسر، في هذه الحالة، تبين السبب الذي جعل الشواهد المقتبسة من العهد القديم والواردة في الرسالة تؤخذ كلها، بلا استثناء، من الترجمة اليونانية بنفسها. ليس هذا البرهان قاطعا، فقد لفت النظر من جهة إلى أن اليونانية كانت دارجة الاستعمال في فلسطين في أيام يسوع، كما تثبت ذلك وثائق اكتشفت حديثا. فمن المعقول جدا أن يكون بطرس قد عرف هذه اللغة، ولربما استطاع بطرس، من جهة أخرى، الاعتماد على سلوانس في إنشاء مؤلفه، الأمر الذي يوضح سبب جودة الانشاء.
- لفت النظر أيضا إلى التوازي المدهش القائم بين بعض معاني الرسالة والتعليم اللاهوتي لبولس. نقتصر على ذكر بعض الأمثلة: استعمال الاستعارة المأخوذة من العهد القديم، وهي حجر العثار (1 بط 2 / 4 - 8 وروم 9 / 32 - 33) والحث على الخضوع للسلطات (1 بط 2 / 13 - 17 وروم 13 / 1 - 7) واستعمال العبارة " في المسيح " (3 / 16 و 5 / 10 - 14). أفلا يجعل كلام كالذي ورد في غل 2 / 11 - 14 كل تأثير لفكر بولس في فكر بطرس أمرا بعيد الاحتمال بعدا مطلقا؟ الحق يقال أن وجوه الشبه التي يمكن أن يؤتى بها بين رسالة بطرس الأولى ومؤلفات بولس قد تعود من غير عناء إلى الأصل التعليمي المشترك لدى الكنيسة في أول نشأتها، ذلك الأصل الذي استعمله كل من بطرس وبولس. أما حادثة أنطاكية التي رويت في غل 2 / 11 - 14، فإنها لا تتناول خلافا لاهوتيا بالمعنى الحقيقي بين الرسولين. فما أخذ بولس على بطرس كان موقفه من حالة خاصة، لا تعليمه اللاهوتي.
(٧٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 731 732 733 734 735 736 737 738 739 740 741 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة