الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٢٩
الكتاب:
15 " لا تخافي يا بنت صهيون هو ذا ملكك آت راكبا على جحش ابن أتان " (12).
16 هذه الأشياء لم يفهمها تلاميذه أول الأمر، ولكنهم تذكروا (13)، بعد ما مجد يسوع (14)، أنها فيه كتبت، وأنها هي نفسها له صنعت (15). 17 وكان الجمع الذي صحبه، حين دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، يشهد له بذلك. 18 وما خرج الجمع لاستقباله إلا وقد سمع أنه أتى بتلك الآية.
19 فقال الفريسيون بعضهم لبعض: " ترون أنكم لا تستفيدون شيئا. هو ذا العالم قد تبعه " (16).
[يسوع ينبئ بموته وقيامته] 20 وكان بعض اليونانيين في جملة الذين صعدوا إلى أورشليم للعبادة مدة العيد (17).
21 فقصدوا إلى فيلبس، وكان من بيت صيدا في الجليل (18)، فقالوا له ملتمسين: " يا سيد، نريد أن نرى يسوع ". 22 فذهب فيلبس فأخبر أندراوس، وذهب أندراوس وفيلبس فأخبرا يسوع. 23 فأجابهما يسوع: " أتت الساعة التي فيها يمجد ابن الإنسان (19).
24 الحق الحق أقول لكم:
إن حبة الحنطة التي تقع في الأرض إن لم تمت تبق وحدها.
وإذا ماتت، أخرجت ثمرا كثيرا (20).

(12) على غرار سائر الإنجيليين، يوضح يوحنا هذه الحادثة بالإشارة بتصرف إلى القول المشيحي الوارد ذكره في زك 9 / 9، وقد بسطه يوحنا.
(13) يرى يوحنا، شأن سائر الإنجيليين (مر 14 / 72 ومتى 26 / 75 ولو 22 / 60 و 24 / 6 و 8)، أن كثيرا من أقوال يسوع أو أعماله لم يفهم معناه أو أسئ فهمه طول حياته على الأرض. والقيامة هي التي تساعد على الاهتداء إلى هذه الأحداث وعلى إدراك معناها الحقيقي، بفضل الكتب المقدسة غالبا. وهذا التذكر عند يوحنا يتم بدافع من الروح (2 / 22 و 14 / 26 و 15 / 26 و 16 / 12 - 15).
(14) يمجد يسوع بالصليب والصعود (راجع 7 / 39 و 17 / 1).
(15) صنعها التلاميذ الذين أعدوا الحدث إلى حد ما، ويرجح أن الذي صنعها هو الجمع الذي كرم يسوع.
(16) تهكم من يوحنا: فالفريسيون أنفسهم رأوا ما في عمل يسوع من طابع شمولي (راجع 12 / 32 ومر 1 / 37).
(17) كان هؤلاء الناس المتهلنون غرباء عن الأمة اليهودية، لكنهم كانوا من المؤيدين، إن لم يكونوا من الدخلاء، وكانوا يشاركون في عيد الفصح (رسل 10 / 2 و 22 و 35 و 13 / 16 و 26). فكانت رغبتهم في عبادة الإله الحقيقي (راجع 4 / 21 - 23) تحملهم على السعي إلى رؤية يسوع.
(18) راجع 1 / 44.
(19) هو الوقت الذي يدخل يسوع في المجد الذي يشرك فيه تلاميذه (17 / 1 - 5 و 22 و 24 و 1 / 14 و 16)، ذلك المجد الذي حدده الآب ويكون في نهاية حياة يسوع على الأرض (2 / 4 و 7 / 6 و 8 و 30 و 8 / 20 و 11 / 9 و 13 / 1 و 17 / 1). وهو أيضا وقبل كل شئ ساعة الخدمة حتى الموت على الصليب (مر 14 / 35 و 37 و 41).
(20) أن صورة " البذر الذي يموت " ليخرج حصادا وافرا صورة مألوفة في إعلان الإنجيل (مر 4 / 3 - 9 و 26 و 31 ومتى 13 / 29 - 30)، وسبق أن طبقها العلماء اليهود والقديس بولس على عقيدة القيامة (1 قور 15 / 35 - 44).
والآلام، كما سيعيشها يسوع، تؤدي إلى خصب القيامة التي ستجمع بين اليهود واليونانيين في الجماعة المشيحية الواحدة.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة