الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٢٥
" رابي، قبل قليل حاول اليهود أن يرجموك (6)، أفتعود إلى هناك؟ ". 9 أجاب يسوع: " أليس النهار اثنتي عشرة ساعة؟ (7) فمن سار في النهار لا يعثر، لأنه يرى نور هذا العالم (8). 10 ومن سار في الليل يعثر، لأن النور ليس فيه " (9).
11 وقال لهم بعد ذلك: " إن صديقنا لعازر راقد (10)، ولكني ذاهب لأوقظه ". 12 فقال له تلاميذه: " يا رب، إذا كان راقدا فسينجو ".
13 وكان يسوع يتكلم على موته، فظنوا أنه يتكلم على رقاد النوم. 14 فقال لهم يسوع عندئذ صراحة: " قد مات لعازر، 15 ويسرني، من أجلكم كي تؤمنوا، أني لم أكن هناك. فلنمض إليه! " 16 فقال توما الذي يقال له التوأم (11) لسائر التلاميذ: " فلنمض نحن أيضا لنموت معه! " (12).
17 فلما وصل يسوع وجد أنه في القبر منذ أربعة أيام. 18 وبيت عنيا قريبة من أورشليم، على نحو خمس عشرة غلوة (13)، 19 فكان كثير من اليهود قد جاؤوا إلى مرتا ومريم يعزونهما عن أخيهما. 20 فلما سمعت مرتا بقدوم يسوع خرجت لاستقباله، في حين أن مريم ظلت جالسة في البيت. 21 فقالت مرتا ليسوع: " يا رب، لو كنت ههنا لما مات أخي. 22 ولكني ما زلت أعلم أن كل ما تسأل الله، فالله يعطيك إياه ". 23 فقال لها يسوع: " سيقوم أخوك ".
24 قالت له مرتا: " أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير " (14). 25 فقال لها يسوع:
" أنا القيامة والحياة من آمن بي، وإن مات، فسيحيا (15) 26 وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد (16)

(6) راجع 10 / 31 و 5 / 18 و 7 / 1 و 19 - 20 و 25 و 8 / 37 و 40. إن المسعى الذي يقوم به يسوع يتضمن خطر موت يواجهه بتمام الوعي والحرية (10 / 18).
(7) إن يوم العمل الممتد من طلوع الشمس إلى مغيبها يحتوي على اثنتي عشرة ساعة. وعلى يسوع أن يواصل تحقيق رسالته حتى الأجل الذي حدده الآب، حتى ساعة الليل أو الظلمات (7 / 8 و 33 و 13 / 30 و 17 / 1 ولو 22 / 53).
(8) أتى يسوع البشر بالنور الذي يمكنهم بالسير بأمان (8 / 12 و 9 / 5 و 12 / 46). وليست المخاطر الحقيقية تلك التي يفكر فيها التلاميذ.
(9) هناك تكامل بين النور الخارجي الذي أتى يسوع به والنور الباطني (راجع متى 6 / 23 ولو 11 / 35). ولا يشعر بالوحي إلا أبناء النور (راجع 3 / 19 - 21).
(10) يتكلم يسوع على " الرقاد "، في حين أن لعازر قد مات. يبدو إذا أن يسوع يريد أن يسبب سوء فهم عند سامعيه (راجع متى 9 / 24 ومر 5 / 39 ولو 8 / 52). لكن يسوع يبدل، في الواقع، معنى الموت، فهو يعد رقادا لأنه انتقال يؤدي إلى يقظة القيامة (أف 5 / 14 وروم 13 / 11).
(11) إن هذا التلميذ المذكور في لوائح الاثني عشر وحدها (متى 10 / 3 ومر 3 / 18 ولو 6 / 15 ورسل 1 / 13) يقوم بدور على جانب من الأهمية في إنجيل يوحنا (14 / 5 و 20 / 24 - 29 و 21 / 2).
(12) فعلى التلاميذ في الواقع أن يشاطروا مصير يسوع ويموتوا متحدين به (12 / 25).
(13) أقل من 3 كلم بقليل.
(14) كان رجاء القيامة الأخيرية منتشرا في البيئات المتأثرة بالمذهب الفريسي (دا 12 / 1 - 3 و 2 مك 7 / 22 و 24 و 12 / 44).
(15) ينال يسوع من الآب القدرة على إيصال البشر الذين يؤمنون به إلى الحياة التامة، فإلى القيامة الأخيرية أيضا (5 / 26 - 29 و 6 / 39 - 40 و 44 و 54).
(16) لا يقتصر الإيمان بيسوع على الاعتراف بهذه القدرة، بل على الاعتراف أيضا بما للموت وللحياة من معنى جديد يهم حياة الإنسان.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة