الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٣٢
45 ومن رآني رأى الذي أرسلني (43).
46 جئت أنا إلى العالم نورا فكل من آمن بي لا يبقى في الظلام.
47 وإن سمع أحد كلامي ولم يحفظه فأنا لا أدينه لأني ما جئت لأدين العالم بل لأخلص العالم (44).
48 من أعرض عني ولم يقبل كلامي فله ما يدينه:
الكلام الذي قلته يدينه في اليوم الأخير (45) 49 لأني لم أتكلم من عندي بل الآب الذي أرسلني هو الذي أوصاني بما أقول وأتكلم 50 وأنا أعلم أن وصيته حياة أبدية فما أتكلم به أنا أتكلم به كما قاله لي الآب ".
[ب - العشاء الأخير (1)] [13] 1 قبل عيد الفصح (2)، كان يسوع يعلم بأن قد أتت ساعة (3) انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه (4)، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى

(43) ليس يسوع بشئ في حد ذاته أو وحده. فإن علاقته بالآب تجعل الذي يؤمن به يؤمن بالآب، أو تجعل الذي يراه يرى الآب فيه (راجع 10 / 38 و 13 / 20 و 14 / 7 - 11 و 5 / 19 - 30 و 1 / 18).
(44) يقتضي سماع الكلام انتباها وطاعة تواصل بثبات (راجع متى 7 / 24 - 27 ولو 6 / 47 - 49). تنحصر رسالة يسوع في الخلاص (3 / 17 و 8 / 15)، لكن الذي يرفضها يحكم على نفسه بالهلاك، ذلك بأن ليس هناك سبيل آخر إلى الله (5 / 22 و 27 و 8 / 16 و 26).
(45) يطلق يوحنا على كلام يسوع ما قاله الدين اليهودي في الشريعة بأنها تصبح، في الدينونة، مقياس الحكم على الناس (راجع مر 8 / 38).
(1) إن الوحدة الأدبية الكبيرة المؤلفة من الفصول 13 إلى 17 تضم عناصر يختلف بعضها عن بعض اختلافا كبيرا: أولها رواية العشاء الأخير الذي أشرك يسوع فيه تلاميذه، ورواية غسل الأقدام (13 / 1 - 30)، ثم حديث طويل بين المعلم وتلاميذه (13 / 31 - 17 / 26). إن هذا الجزء يجمع مواد شتى: من الواضح أن الفقرة 14 / 27 - 31 كانت تشكل في الأصل خاتمة حديث وداع، يتوقع أن تليها ملاقاة الناس المكلفين بالقبض على يسوع (18 / 1 - 11).
لقد أدخل يوحنا في 15 - 17 أقوالا نعبر تعبيرا واضحا جدا عن مقاصد المعلم وإرادته، في شأن مصير جماعة المؤمنين بعد ارتفاعه في المجد.
(2) يعد هذا العشاء عادة معادلا للعشاء الأخير المروي في الأناجيل الإزائية. لا يدور الكلام هنا مع ذلك، بوجه صريح، على العشاء الفصحي، ولا على إنشاء العشاء السري.
لماذا لا يروي يوحنا هذا العشاء؟ لا نعرف. لا يهتم يوحنا، على وجه عام، بسنن إسرائيل القديم ومؤسساته، الأمر الذي ربما صرفه عن تأصل الافخارستيا في ليترجية الفصح. يبدو أنه فضل عن قصد أن يخص بهذا الموضوع حديث الفصل السادس وما فيه من إسهاب.
(3) يعي يسوع وعيا تاما مجئ ساعته (2 / 4 و 7 / 6 و 12 / 23 و 27) وأهمية الأحداث التي ابتدأت، فإنه سيتقبلها بملء حريته (10 / 18 و 18 / 4 و 19 / 28).
(4) إن الكلمة العبرية التي أصبحت " فصح " تعني العبور (خر 12 / 12 - 13)، فيبدو أن يوحنا يشير إلى أن الأحداث التي ستقود يسوع، عبر الموت، من الوضع الحاضر إلى المشاركة في مجد الآب (17 / 5) هي، في شأنه (وفي شأن " خاصته ")، بمنزلة الفصح الحقيقي الذي هو غير " فصح اليهود " (2 / 13 و 6 / 4 و 11 / 55).
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة