الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٢٠
لكم فلم تصغوا، فلماذا تريدون أن تسمعوه ثانية؟ أتراكم ترغبون في أن تصيروا أنتم أيضا تلاميذه؟ " 28 فشتموه وقالوا: " أنت تلميذه، أما نحن فإننا تلاميذ موسى. 29 نحن نعلم أن الله كلم موسى، أما هذا فلا نعلم من أين هو " (13). 30 أجابهم الرجل: " فعجيب أن لا تعلموا من أين هو وقد فتح عيني. 31 نحن نعلم أن الله لا يستجيب للخاطئين (14)، بل يستجيب لمن اتقاه وعمل بمشيئته (15). 32 ولم يسمع يوما أن أحدا من الناس فتح عيني من ولد أعمى (16). 33 فلو لم يكن هذا الرجل من الله، لما استطاع أن يصنع شيئا " (17).
34 أجابوه: " أتعلمنا أنت وقد ولدت كلك في الخطايا؟ " ثم طردوه.
35 فسمع يسوع أنهم طردوه، فلقيه وقال له: " أتؤمن أنت بابن الإنسان؟ " (18) 36 أجاب: " ومن هو، يا رب، فأومن به؟ " 37 قال له يسوع: " قد رأيته، هو الذي يكلمك ". 38 فقال: " آمنت، يا رب " وسجد له. 39 فقال يسوع: " إني جئت هذا العالم لإصدار حكم:
أن يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون " (19).
40 فسمعه بعض الفريسيين الذين كانوا معه فقالوا له: " أفنحن أيضا عميان؟ " 41 قال لهم يسوع:
" لو كنتم عميانا لما كان عليكم خطيئة.
ولكنكم تقولون الآن: إننا نبصر فخطيئتكم ثابتة " (20).

(13) إن المكانة التي احتلتها الشريعة في الدين اليهودي قد ساعدت على رفع شأن " موسى " المشترع. وكان الفريسيون يميلون إلى عده المعلم المثالي. فبقدر ما كان يسوع يبدو حامل الوحي التام النهائي، كان لا بد من إظهار الفرق بينه وبين موسى.
(14) هذه حقيقة شائعة (اش 1 / 15 ومز 66 / 18 و 109 / 7 ومثل 15 / 29 وأي 27 / 9 و 35 / 13 ويو 16 / 23 - 27 و 1 يو 3 / 21 - 22).
(15) يجمع يوحنا بين التقوى التي يمتاز بها اليونانيون والمثال الأعلى الكتابي الذي كان يشدد بالأحرى على الطاعة لله.
(16) في طو 7 / 7 و 11 / 7 - 13 و 14 / 1، لا يدور الكلام على أعمى منذ مولده، علما بأن هذه الرواية لا تنتسب إلى المؤلفات الأساسية في التقليد اليهودي.
(17) مرحلة جديدة من مراحل سير الإيمان: فالذي كان أعمى قد اعترف بيسوع نبيا (9 / 7) وهو يعلن الآن أنه ما من أحد في إسرائيل حتى اليوم كان رجل الله بمقدار يسوع.
(18) هذه هي المرحلة الأخيرة، فلقد بلغ المعافى أقصى درجات شهادته فاحتمل الاضطهاد. أتى يسوع لملاقاته وكشف له عن كونه " ابن الإنسان "، أي ذاك الذي أتى من السماء ليجمع شمل البشر ويرتفع بهم إلى المشاركة في حياة الله (1 / 51 و 3 / 14 - 15 و 6 / 62 - 63).
(19) تحدث رسالة يسوع في هذا العالم انقلابا حقيقيا في المواقف. هذا ما يعبر عنه تأكيدان هما على صعيدين مختلفين: العميان الذين يؤمنون بيسوع يشفون ويبلغون معرفة الوحي، والمتباهون بالتمتع بالنور (راجع 9 / 16 و 22 و 24 و 29 و 34) عاجزون عن رؤية (14 / 9) الذي يأتي بنور الخلاص (9 / 5 و 8 / 12). فهم يغلقون على أنفسهم للأبد في الظلمات والهلاك (راجع 3 / 17 - 21 ومر 4 / 11 - 12).
(20) لو كانوا عميانا على مثال الذي شفي، لكانوا بلا خطيئة. لكن الذين يعتمدون بعجب على ما عندهم لن يؤمنوا بيسوع الذي يستطيع وحده أن ينتشلهم من الخطيئة (راجع 3 / 36).
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة