الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣١٦
30 وبينما هو يتكلم بذلك، آمن به خلق كثير (16).
[يسوع وإبراهيم] 31 فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به:
" إن ثبتم في كلامي (17) كنتم تلاميذي حقا 32 تعرفون الحق (18) والحق يحرركم " (19).
33 أجابوه: " نحن نسل إبراهيم، لم نكن يوما عبيدا لأحد! (20) فكيف تقول: ستصيرون أحرارا؟ " 34 أجابهم يسوع:
" الحق الحق أقول لكم:
" كل من يرتكب الخطيئة يكون عبدا للخطيئة.
35 والعبد لا يقيم في البيت دائما أبدا بل الابن يقيم فيه للأبد.
36 فإذا حرركم الابن كنتم أحرارا حقا (21).
37 أنا أعلم أنكم نسل إبراهيم (22) ولكنكم تريدون قتلي لأن كلامي لا يجد إليكم سبيلا.
38 أنا أتكلم بما رأيت عند أبي وأنتم تعملون بما سمعتم من أبيكم ".
39 أجابوه: " إن أبانا هو إبراهيم ".
فقال لهم يسوع:
" لو كنتم أبناء إبراهيم لعملتم أعمال إبراهيم (23).
40 ولكنكم تريدون الآن قتلي، أنا الذي

(16) عن هذا الإيمان السطحي، راجع 2 / 23 و 7 / 31 و 10 / 42 و 12 / 11 و 42.
(17) أي الانضمام الوثيق إلى الذي فيه تنطق كلمة الله الحق (راجع 8 / 37 و 5 / 38 و 6 / 56 و 15 / 7 و 2 يو 9).
(18) " الحق " هو، في نظر يوحنا، حقيقة الله بصفته ملء الحياة الحقيقية وبصفته قادرا على أن يشرك فيها البشر الذين خلقهم. وهذا الحق يتجلى ويعطى في يسوع. ولذلك فالإيمان به هو أيضا معرفة الحق وتقبله (1 / 14 و 17 و 14 / 6 و 17 و 15 / 26 و 16 / 7 و 13 و 17 / 17 - 19 و 18 / 37 - 38 و 1 يو 1 / 6 و 8 و 2 يو 1).
(19) ليس المقصود " الحرية " السياسية ولا الحكم الذاتي الباطني الذي يستطيع الحكيم أن يصل إليه بالتفكير في كيانه الإنساني. فالحرية حيال الكذب (8 / 44) والموت (8 / 24 و 51) هي أيضا قدرة على الحياة التامة (10 / 10) في الاتحاد بالابن والآب (17 / 3). وهذه الحرية الأخيرية هي هبة ترتبط بالحق الذي يبلغ الإنسان إليه في يسوع.
(20) لقد أدرك اليهود أن الكلام يدور على الحرية التي تعاش في علاقة مع الله (كثيرا ما اختبروا العبودية)، لكنهم يرون أن الامتياز الممنوح لذرية إبراهيم كاف لضمان هذه الحرية لهم (متى 3 / 9).
(21) الحرية وجه من وجوه البنوة المضادة للعبودية.
فالخطيئة، التي هي جهل لله وانفصال عنه، تدل على حالة استعباد أو اغتراب. والابن وحده، لاتحاده بالآب، هو في البيت على وجه نهائي وثابت (عن التضاد: عبد / ابن، راجع تك 21 / 10 وار 2 / 14 - 3 / 22 وغل 4 / 1 - 9 و 5 / 1)، ويأتي الابن ليشرك المؤمنين في حياته.
(22) ليست " ذرية إبراهيم " مجرد حقيقة وراثية أو اجتماعية، بل هي تقتضي أيضا توفيقا بين موقفهم وموقف إبراهيم في حياته. ولا بد لهذا التوفيق أن يقترن بالعمل ويعبر عنه الآن بالاعتراف بمرسل الله (راجع روم 4 / 1 و 11 - 25 و 9 / 7 وغل 3 / 6 - 16). وعلى عكس ذلك، فالمحاولات لإعدام يسوع هي الدليل الذي لا يقبل الجدل على أن أصحابها ليسوا أبناء لإبراهيم إلا على وجه بشري محض.
(23) " إبراهيم " هو مثال الذي يؤمن بكلمة الله:
راجع تك 15 / 6 وسي 44 / 20 - 21 وروم 4 / 3 و 18 و 20 وعب 11 / 8 - 19 ويع 2 / 21 - 24.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة