الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣١٩
عيني الأعمى، 7 ثم قال له: " إذهب فاغتسل في بركة سلوام "، أي الرسول (7). فذهب فاغتسل فعاد بصيرا. 8 فقال الجيران والذين كانوا يرونه من قبل، لأنه كان شحاذا: " أليس هو ذاك الذي كان يقعد فيستعطي؟ " 9 وقال آخرون: " إنه هو ". وقال غيرهم: " لا، بل يشبهه ". أما هو فكان يقول: " أنا هو ".
10 فقالوا له: " فكيف انفتحت عيناك؟ " 11 فأجاب: " إن الرجل الذي يقال له يسوع جبل طينا فطلى به عيني وقال لي: إذهب إلى سلوام فاغتسل. فذهبت فاغتسلت فأبصرت ".
12 فقالوا له: " أين هو؟ " قال: " لا أعلم ".
13 فذهبوا إلى الفريسيين بذاك الذي كان من قبل أعمى. 14 وكان اليوم الذي فيه جبل يسوع طينا وفتح عيني الأعمى يوم سبت (8). 15 فسأله الفريسيون أيضا كيف أبصر. فقال لهم:
" جعل طينا على عيني ثم اغتسلت وها إني أبصر ". 16 فقال بعض الفريسيين: " ليس هذا الرجل من الله، لأنه لا يحفظ شريعة السبت (9) ". وقال آخرون: " كيف يستطيع خاطئ أن يأتي بمثل هذه الآيات؟ " فوقع الخلاف بينهم. 17 فقالوا أيضا للأعمى:
" وأنت ماذا تقول فيه وقد فتح عينيك؟ " قال:
" إنه نبي " (10).
18 على أن اليهود لم يصدقوا أنه كان أعمى فأبصر، حتى دعوا والديه. 19 فسألوهما: " أهذا ابنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى؟ فكيف أصبح يبصر الآن؟ " 20 فأجاب والداه: " نحن نعلم أن هذا ابننا، وأنه ولد أعمى. 21 أما كيف أصبح يبصر الآن، فلا ندري، ومن فتح عينيه فنحن لا نعلم. إسألوه، إنه مكتمل السن، سيتكلم هو بنفسه عن أمره ". 22 وإنما قال والداه هذا لخوفهما من اليهود، لأن اليهود كانوا قد اتفقوا على أن يفصل من المجمع من يعترف بأنه المسيح (11). 23 فلذلك قال والداه:
إنه مكتمل السن، فاسألوه.
24 فدعوا ثانية الرجل الذي كان أعمى وقالوا له: " مجد الله (12)، نحن نعلم أن هذا الرجل خاطئ ". 25 فأجاب: " هل هو خاطئ لا أعلم، وإنما أعلم أني كنت أعمى وها إني أبصر الآن ". 26 فقالوا له: " ماذا صنع لك؟
وكيف فتح عينيك؟ " 27 أجابهم: " لقد قلته

(٧) كانت " بركة سلوام " تقع في المدينة (٢ مل ٢٠ / ٢٠ واش ٨ / ٦ ونح ٣ / ١٥). يولي يوحنا موضوع الإيفاد إلى الرسالة شأنا عظيما، فيشير إلى اشتقاق هذه الكلمة: كما أن ماء بركة " الرسول " ترد البصر، فالرسول المشيحي يأتي بنور الوحي. لعل في ذلك تلميحا إلى ليترجية المعمودية.
(8) كانت المعالجة محرمة يوم السبت، إلا في حالات الأخطار الكبيرة (راجع 5 / 9).
(9) راجع تث 13 / 1 - 6.
(10) راجع 4 / 19. هذه أولى مراحل تفسير الآية.
لقد اعترف الأعمى بأن يسوع هو رجل الله، له سلطان يفوق الطاقات البشرية (لو 24 / 19).
(11) في أيام يسوع، كان الدين اليهودي يتخذ بعض التدابير لفصل فئة من المذنبين. ولم يظهر تحريم المسيحيين من الدخول إلى المجمع إلا في أواخر القرن الأول. ومن الراجح أن يوحنا نسب إلى الماضي تدبيرا حديثا (راجع 12 / 42 و 16 / 2).
(12) دعوة مألوفة إلى قول الحق، دون الاكتراث لما قد ينتج من الأضرار الشخصية.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة