الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣١٥
" أنا ذاهب ستطلبوني ومع ذلك تموتون في خطيئتكم.
وحيث أنا ذاهب فأنتم لا تستطيعون أن تأتوا " (9).
22 فقال اليهود: " أتراه يقتل نفسه؟ فقد قال: حيث أنا ذاهب فأنتم لا تستطيعون أن تأتوا ".
23 قال لهم:
" أنتم من أسفل، وأنا من عل.
أنتم من هذا العالم وأنا لست من العالم هذا (10).
24 لذلك قلت لكم:
ستموتون في خطاياكم فإذا لم تؤمنوا بأني أنا هو (11) تموتون في خطاياكم ".
25 فقالوا له: " من أنت؟ " فقال يسوع:
" أنا ما أقوله لكم منذ بدء الأمر (12).
26 عندي في شأنكم أشياء كثيرة أقولها وأحكم فيها.
على أن الذي أرسلني صادق وما سمعته منه أقوله للعالم " (13).
27 فلم يفهموا أنه كلمهم على الآب.
28 فقال لهم يسوع:
" متى رفعتم ابن الإنسان عرفتم أني أنا هو وأني لا أعمل شيئا من عندي بل أقول ما علمني الآب (14).
29 إن الذي أرسلني هو معي (15) لم يتركني وحدي لأني أعمل دائما أبدا ما يرضيه ".

(9) لم يكن لهم من وسيلة تنتشلهم من الخطيئة ومن الموت الناتج عنها إلا قبول يسوع بالإيمان، علما بأن عدم اهتمامهم أو عدم فهمهم الحاضر يثبتان هلاكهم، فلا خلاص لهم إلا بالذهاب مع يسوع إلى الآب (راجع 7 / 33 و 9 / 41 ومتى 12 / 31).
(10) عن التعارض بين هذين الصعيدين للوجود، راجع 3 / 31.
(11) إن التحرر من الخطيئة والموت مرهون بالاعتراف في الإيمان بيسوع الذي يعرف نفسه هنا بعبارة غامضة " أنا هو ". قد يريد يسوع أن يذكر بعبارات سابقة وصف فيها عمله بأنه عمل مخلص البشر (خبز، نور). لكن الراجح هو أن هذه العبارة تشير إلى تركيب مألوف في الكتاب المقدس اليوناني (اش 43 / 10 و 41 / 4 و 46 / 4 و 48 / 12 وتث 32 / 39). وقد يكون في ذلك تلميح إلى وحي سيناء: " أنا هو من هو " (خر 3 / 14 - 16). في هذه الحال، تكون العبارة تعبيرا عن كيان يسوع الإلهي الذي هو في اتحاد مع الآب، وهو لذلك أمين يوثق به على الإطلاق.
(12) اختلف المفسرون والمترجمون في معنى هذه العبارة كما جاءت في الأصل اليوناني. تظهر ترجمتنا وجه الاستمرار الذي تشير إليه صيغة المضارع لفعل " قال ". إن يسوع لا يزال يأتيهم بتعليم واحد في هويته ورسالته، لكن السامعين على وجه الاجمال يظهرون أنهم لم يكونوا قادرين على سماعه.
(13) راجع 7 / 17 و 12 / 49 و 14 / 10.
(14) إذا " رفع " يسوع على الصليب، رفع أيضا في المجد (3 / 14 - 15 و 12 / 32 و 34) وظهر وضعه الإلهي للجميع، وظهر معه حقيقة أقواله (راجع 7 / 39 +).
(15) يطبق يسوع على نفسه عبارة العهد القديم المتعلقة بالحضور والتأييد اللذين يوليهما الله لمن يعهد إليهم برسالة (خر 3 / 12 ويش 1 / 5 و 1 صم 10 / 7 وار 1 / 8 وعا 5 / 14)، ولكن هذه العبارة تتخذ من جراء ذلك معنى ساميا (راجع 16 / 32)، ويسوع هو كله، بحكم الترابط، في خدمة الآب (4 / 34 و 5 / 30 و 6 / 38).
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة