تلاميذ الرب أو ما يقوله أرستيون ويوحنا القديم، تلميذان للرب ". (اوسابيوس، تاريخ الكنيسة، 3، 39 / 3 - 4). فكانوا إذا يميزون بين يوحنا الرسول وأحد الاثني عشر، من يوحنا آخر، القديم تلميذ الرب. ولا يشير پاپياس إلى مؤلفات، لأنه كان يهتم خصوصا " بالكلام الحي الثابت ". وفي أواخر القرن الثاني، كان إيريناوس واضحا حيث كتب: " ثم يوحنا، تلميذ الرب، الذي اتكأ على صدره، فقد أصدر هو أيضا إنجيلا في أثناء إقامته في أفسس " (الرد على الهراطقة 3، 1 / 1). ففي نظر ايريناوس، وهو يعرف نفسه تلميذا لبوليكربس " الذي كان يتحدث عن علاقاته بيوحنا وسائر تلاميذ الرب " (اوسابيوس، تاريخ الكنيسة 5، 20 / 6 - 8)، المقصود هو ابن زبدى، أحد الاثني عشر. في ذلك الزمان، كانوا يميلون، وإن تردد بعضهم، إلى أن ينسبوا إلى أحد الاثني عشر المؤلفات التي تعد قانونية. وأما الإنجيل الرابع، فنحن أمام شبه إجماع: فجميع المؤلفين (قانون موراتوري، واقليمنضس الإسكندري واوريجينس وترتليانس) يتحدثون عن نسبته إلى يوحنا، أحد الاثني عشر، تحدثهم عن أمر أكيد. وكانت هناك حلقة صغيرة من الرومانيين وعلى رأسهم الكاهن كايوس، يعربون عن ترددهم في هذا الأمر، من دون اللجوء إلى التقليد.
هذا الرأي التقليدي طرحه النقاد على بساط البحث في أوائل القرن التاسع عشر، فشددوا على ما هناك من فوارق بين يوحنا والإزائيين وعلى ما يظهر فيه من تطور لاهوتي. فإن لم يكن المؤلف، على حد قولهم، شاهد عيان، فليس لمؤلفه في أغلب الأحيان قيمة تاريخية. وكانوا ينظرون إلى صاحب الإنجيل الرابع نظرهم إلى اللاهوتي الذي حقق، في أواسط القرن الثاني، نوعا من التوفيق بين التيارات البطرسية والتيارات البولسية. لا شك أن رد الفعل عند البيئات الكنسية كان شديدا في أول الأمر، لأنهم كانوا يربطون إلى حد بعيد بين مسألة هوية المؤلف ومسألة قدرته على الشهادة، وكادوا يجعلون من نسبة النص إلى يوحنا الرسول نفسه مسألة إيمان. أما اليوم فقد تعلمنا أن نحسن التمييز بين المسائل، ويمكننا اليوم، بفضل الخطوات التي خطاها التفكير في التاريخ وفنونه، أن نتخلص من المسائل التي لا غنى عن اختيار أحد شقيها لا بد من الإشارة أولا إلى أن نشر جزء من الإنجيل الرابع (18 / 31 و 33 و 37 - 38)، عثر عليه في مصر ويرقى تاريخه، في رأي أحسن الخبراء، إلى السنوات 110 - 130، قد فرض على النقاد العودة إلى أمر تقليدي، وهو صدور الإنجيل الرابع في أواخر القرن الأول. ومن المحتمل جدا أيضا أن يحدد مكانه في كنيسة من كنائس آسية الهلينستية (افسس). وليس لنا أن نستبعد استبعادا مطلقا الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال.
فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم يذكرون بيوحنا القديم الذي تكلم عليه پاپياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول، فلا عجب أن يكون " للتلميذ الذي أحبه يسوع " تلك المكانة السامية. فوحد بينه وبين يوحنا بن زبدى. ومن الغريب أن يوحنا هو الرسول الكبير الوحيد الذي لم يرد اسمه قط في الإنجيل الرابع.