الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٩٨
34 فإن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله.
ذلك بأن الله يهب الروح بغير حساب (20).
35 إن الآب يحب الابن فجعل كل شئ في يده.
36 من آمن بالابن فله الحياة الأبدية ومن لم يؤمن بالابن لا ير الحياة بل يحل عليه غضب الله " (21).
[يسوع عند السامريين] [4] 1 ولما علم يسوع أن الفريسيين سمعوا أنه اتخذ من التلاميذ وعمد أكثر مما اتخذ يوحنا وعمد 2 (مع أن يسوع نفسه لم يكن يعمد، بل تلاميذه)، 3 ترك اليهودية ورجع إلى الجليل.
4 وكان عليه أن يمر بالسامرة. 5 فوصل إلى مدينة في السامرة يقال لها سيخارة، بالقرب من الأرض التي أعطاها يعقوب لابنه يوسف، 6 وفيها بئر يعقوب (1). وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس دون تكلف على حافة البئر.
وكانت الساعة تقارب الظهر (2). 7 فجاءت امرأة من السامرة تستقي. فقال لها يسوع:
" اسقيني ". 8 وكان التلاميذ قد مضوا إلى المدينة ليشتروا طعاما. 9 فقالت له المرأة السامرية:
" كيف تسألني أن أسقيك وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟ " لأن اليهود لا يخالطون السامريين (3).
10 أجابها يسوع:
" لو كنت تعرفين عطاء الله ومن هو الذي يقول لك: اسقيني، لسألته أنت فأعطاك ماء حيا ".
11 قالت له المرأة: " يا رب، لا دلو عندك، والبئر عميقة، فمن أين لك الماء الحي؟ 12 هل أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر، وشرب منها هو وبنوه وماشيته؟ " 13 أجابها يسوع:
" كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية 14 وأما الذي يشرب من الماء الذي أعطيه أنا إياه فلن يعطش أبدا بل الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عين ماء يتفجر حياة أبدية " (4).
15 قالت له المرأة: " يا رب، أعطني هذا

(20) أو أن المرسل يهب الروح للمؤمنين بغير حساب.
(21) إن الإيمان، الذي هو انضمام الإنسان بثقة إلى شخص الابن، هو الشرط الوحيد لنيل الحياة الأبدية، في حين أن رفض الإيمان يترك الإنسان بلا حماية أمام الدينونة أو أمام غضب الله.
(1) المقصود هو عين ماء تنبع في قعر بئر عميق.
(2) أي في وضح النهار.
(3) إن الانشقاق " السامري "، الذي نشأ عن رد فعل على تصلب الاصلاح اليهودي التابع للجلاء، كان قد أدى إلى معارضة شديدة بين الفريقين. فكان على اليهودي المتدين أن يتجنب كل صلة بالمنجسين، وكم بالأحرى أن يتجنب طلب طعام منهم (راجع سي 50 / 25 - 26 ولو 9 / 52 و 10 / 33 ومتى 10 / 5).
(4) في هذا البلد القريب من الصحراء، يرمز " الماء " إلى الحياة (اش 12 / 3 وار 2 / 13 و 17 / 13)، ولا سيما إلى الحكمة (با 3 / 12 وسي 15 / 3 و 24 / 30 - 31) أو الشريعة أو الروح (اش 44 / 3 ويوء 3 / 1). يفكر يوحنا هنا في عطية الروح الذي يهب الحياة الأبدية (راجع 7 / 38 - 39).
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة