الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٧٧
اللواتي معهن أخبرن الرسل بتلك الأمور.
11 فبدت لهم هذه الأقوال أشبه بالهذيان (9) ولم يصدقوهن. 12 غير أن بطرس قام فأسرع إلى القبر وانحنى، فلم ير إلا اللفائف، فانصرف إلى بيته متعجبا مما جرى.
[على طريق عماوس] 13 وإذا باثنين منهم كانا ذاهبين، في ذلك اليوم نفسه (10)، إلى قرية اسمها عماوس (11)، تبعد نحو ستين غلوة (12) من أورشليم. 14 وكانا يتحدثان بجميع هذه الأمور التي جرت.
15 وبينما هما يتحدثان ويتجادلان، إذا يسوع نفسه قد دنا منهما وأخذ يسير معهما، 16 على أن أعينهما حجبت عن معرفته (13). 17 فقال لهما:
" ما هذا الكلام الذي يدور بينكما وأنتما سائران؟ " فوقفا مكتئبين. 18 وأجابه أحدهما واسمه قلاوبا: " أأنت وحدك نازل (14) في أورشليم ولا تعلم الأمور التي جرت فيها هذه الأيام؟ " 19 فقال لهما: " ما هي؟ " قالا له:
" ما يختص بيسوع الناصري، وكان نبيا (15) مقتدرا على العمل والقول عند الله والشعب كله، 20 كيف أسلمه عظماء كهنتنا ورؤساؤنا ليحكم عليه بالموت، وكيف صلبوه. 21 وكنا نحن نرجو أنه هو الذي سيفتدي إسرائيل. ومع ذلك كله (16) فهذا هو اليوم الثالث مذ جرت تلك الأمور. 22 غير أن نسوة منا قد حيرننا، فإنهن بكرن إلى القبر 23 فلم يجدن جثمانه فرجعن وقلن إنهن أبصرن في رؤية ملائكة قالوا إنه حي. 24 فذهب بعض أصحابنا إلى القبر، فوجدوا الحال على ما قالت النسوة. أما هو فلم يروه ". 25 فقال لهما: " يا قليلي الفهم وبطيئي القلب عن الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياء.
26 أما كان يجب على المسيح أن يعاني تلك الآلام فيدخل في مجده؟ " (17) 27 فبدأ من موسى وجميع الأنبياء (18) يفسر لهما في جميع الكتب ما يختص به. 28 ولما قربوا من القرية

(8) أو " بنت يعقوب "، لإزالة غموض الأصل.
(9) هذيان: من هذى في الكلام، أي تكلم كلاما غير معقول.
(10) ينفرد لوقا بهذه الرواية وهي تروي، عن تقليد قديم ولا شك، ترائي يسوع لتلميذين لا نعرف عنهما شيئا.
يبين لنا لوقا كيف يهدي يسوع هذين التلميذين، بعد أن فقدا الإيمان به على أثر عثار الصليب (راجع الآيتين 18 و 21)، إلى استعادة إيمانهما بفضل تفهم الكتب (راجع الآيات 25 - 27 و 32).
(11) تحديد هذا الموضع موضوع جدال. فقد قيل على الخصوص أنه عمواس، على نحو 30 كلم إلى غرب أورشليم.
(12) هذه أثبت القراءات (وهي تساوي 12 كلم على التقريب). وفي بعض المخطوطات: " مئة وستين غلوة "، وهذا ما يوافق تحديد الموقع في عمواس.
(13) لن يستطيعوا أن يعرفوا يسوع (الآية 31) إلا بعد أن يكون قد أدخلهم، عن طريق الكتب المقدسة (الآيات 25 - 27)، في سر موته وقيامته.
(14) المقصود هو إقامة إلى حين، فقد ظن المسافران ذلك الغريب من حجاج الفصح.
(15) لا يزالون ينظرون إلى يسوع نظرهم إلى " نبي ".
(16) خاب أمل التلاميذ، بعد أن حكمت سلطات إسرائيل على يسوع وبعد أن صلب. وخاب هذا الأمل أيضا، لأن الله لم يتدخل لصالح النبي، مع أن ثلاثة أيام مضت على الصلب.
(17) راجع 9 / 22 و 17 / 25.
(18) يشكل " موسى " أي الشريعة، مع " الأنبياء " جوهر الكتب المقدسة (16 / 16 و 29 - 31 و 24 / 44 ورسل 24 / 14 و 28 / 23)، الكتب التي تقرأ في طقوس المجمع (رسل 13 / 15).
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة