الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٧١
مؤكدا: " لست بناكرك وإن وجب علي أن أموت معك ". وهكذا قالوا كلهم.
[في بستان الزيتون] 32 ووصلوا إلى ضيعة اسمها جتسمانية (27)، فقال لتلاميذه: " أقعدوا هنا بينما أصلي ". 33 ثم مضى ببطرس ويعقوب ويوحنا (28)، وجعل يشعر بالرهبة والكآبة. 34 فقال لهم: " نفسي حزينة حتى الموت (29). أمكثوا هنا واسهروا ".
35 ثم أبعد قليلا ووقع إلى الأرض يصلي لتبتعد عنه الساعة (30)، إن أمكن الأمر، 36 قال:
" أبا (31)، يا أبت، إنك على كل شئ قدير، فاصرف عني هذه الكأس (32). ولكن لا ما أنا أشاء، بل ما أنت تشاء ". 37 ثم رجع فوجدهم نائمين، فقال لبطرس: " يا سمعان (33)، أتنام؟ ألم تقو على السهر ساعة واحدة؟
38 إسهروا وصلوا لئلا تقعوا في التجربة (34).
الروح مندفع، وأما الجسد فضعيف " (35).
39 ثم مضى ثانية يصلي فيردد الكلام نفسه.
40 ورجع أيضا فوجدهم نائمين لأن النعاس أثقل أعينهم، ولم يدروا بماذا يجيبونه. 41 ورجع ثالثة فقال لهم: " ناموا الآن واستريحوا! (36) قضي الأمر (37) وأتت الساعة. ها إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخاطئين. 42 قوموا ننطلق، ها إن الذي يسلمني قد اقترب ".
[اعتقال يسوع] 43 وبينما هو يتكلم، إذ وصل يهوذا أحد الاثني عشر، ومعه عصابة تحمل السيوف والعصي، أرسلها عظماء الكهنة والكتبة

(٢٧) يعني هذا الاسم " معصرة زيتون ".
(٢٨) هنا أيضا يظهر التلاميذ الثلاثة بصفتهم شهودا مفضلين (راجع ٥ / ٣٧ و ٩ / ٢ و ١٣ / ٣). وبذلك يشير مرقس إلى الأهمية التي يعلقها على هذا المشهد الأخير وفيه يجتمع أيضا المعلم وتلاميذه، وفيه يبرز التباين بين موقف يسوع وموقف التلاميذ.
(٢٩) راجع مز ٤٢ / ٦. " نفسي "، أي " أنا نفسي، وكياني كله ". " حتى الموت ": راجع يون ٤ / ٩ (النص اليوناني).
(٣٠) ليست هذه الكلمة مجرد ظرف زمان، بل تعبر عن محتوى هذه " الساعة " التي تقترب والتي هي ساعة الآلام.
المعنى نفسه لكلمة " الكأس " في الآية ٣٦ (راجع يو ١٢ / ٢٧ و ١٣ / ١ و ١٧ / ١). هي الساعة التي يتم فيها التدبير الإلهي.
(٣١) تدل هذه الكلمة، في الآرامية، على الأب.
وهي لا تدل أبدا على الله في الصلوات اليهودية. على مثال يسوع، يخاطب المسيحيون الله بالطريقة نفسها (راجع لو ١١ / ٢ +، وروم ٨ / ١٥ +، وغل ٤ / ٦).
(٣٢) راجع مر ١٠ / ٣٨ +.
(٣٣) لا شك أن في استعمال اسم حمله بطرس قبل أن يصبح تلميذا نية واضحة: فإن عدم التمكن من مشاركة يسوع في السهر لا يليق ببطرس التلميذ.
(٣٤) راجع متى ٦ / ١٣ +، ولو ١١ / ٤.
(٣٥) يجب أن نفهم التعارض بين " الروح والجسد "، لا بالمعنى كما هو عند بولس (ولا سيما التعارض بين الإنسان الفطري وروح الله: راجع روم ١ / ٣ +، و ١ / ٩ +) ولا بالمعنى اليوناني (التعارض بين الجسد والروح)، بل بالمعنى الوارد في بعض نصوص ذلك الزمن، وهو أن الله جعل في الإنسان روحا موجها إلى الخير، لكن الإنسان هو، في الوقت نفسه، كله " جسد "، لأنه خاضع لسلطان الخطيئة.
ليس الإنسان منقسما إلى جزءين، جزء صالح وجزء شرير، بل إنه في كليته يتعرض لقوتين تتنازعان فيه.
(٣٦) من الراجح أن في هذا الكلام شيئا من التهكم.
(٣٧) قراءة مختلفة: " النهاية وشيكة ". وردت صيغة الفعل هذه في وثائق ذلك الزمان، للدلالة على المبلغ المدفوع.
منهم من يترجم ب‍ " كفى! ". لكن العبارة أقرب إلى الفهم إن اتصلت ب‍ " الساعة " التي حددها الله، فإن يسوع يخضع لمشيئة أبيه التي يراها في مجئ " الساعة " الأخيرية (الآيتان 35 و 41).
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة