الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٧٦
[موت يسوع] 33 ولما كان الظهر خيم الظلام على الأرض كلها حتى الساعة الثالثة (25). 34 وفي الساعة الثالثة صرخ يسوع صرخة شديدة، قال:
" ألوي ألوي، لما شبقتاني؟ " (26) أي: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ 35 فسمع بعض الحاضرين فقالوا: " ها إنه يدعو إيليا! " (27) 36 فأسرع بعضهم إلى إسفنجة وبللها بالخل (28) وجعلها على طرف قصبة وسقاه، وهو يقول: " دعونا ننظر هل يأتي إيليا فينزله ". 37 وصرخ يسوع صرخة شديدة ولفظ الروح (29). 38 فانشق حجاب المقدس شطرين من الأعلى إلى الأسفل (30). 39 فلما رأى قائد المائة الواقف تجاهه أنه لفظ الروح هكذا (31)، قال: " كان هذا الرجل ابن الله حقا! " (32) 40 وكان أيضا هناك بعض النساء ينظرن عن بعد، منهن مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى (33)، وسالومة، 41 وهن اللواتي تبعنه وخدمنه حين كان في الجليل، وغيرهن كثيرات صعدن معه إلى أورشليم.
[وضع يسوع في القبر] 42 وكان المساء قد أقبل، ولما كان ذلك اليوم يوم التهيئة، أي الذي قبل السبت، 43 جاء يوسف الرامي، وهو عضو وجيه في المجلس (34)، وكان هو أيضا ينتظر ملكوت الله، فحملته الجرأة على أن يدخل إلى بيلاطس ويطلب جثمان يسوع. 44 فتعجب بيلاطس أن يكون قد مات. فدعا قائد المائة وسأله هل مات منذ وقت طويل. 45 فلما تحقق الخبر من

(25) الترجمة اللفظية: " الساعة السادسة.. الساعة التاسعة " بحسب التوقيت القديم. قد يكون أن ذكر الظلام عند الظهر يشير إلى الحزن على الابن الوحيد الوارد ذكره في عا 8 / 9 - 10. راجع خر 10 / 22. " على الأرض كلها " أو " على تلك الأرض كلها ".
(26) استشهاد ب‍ مز 22 / 2 في الآرامية.
(27) راجع متى 17 / 3 + ومر 9 / 11 +.
(28) راجع مز 69 / 22. يتظاهرون، على سبيل السخرية، بمحاولة تمديد حياة يسوع ليروا هل يأتي إيليا.
لكن هذه الرواية، بتلميحها إلى المزمور 69، تدل أيضا على ما فيها من اهتمام لاهوتي.
(29) في موت يسوع، يكتفي الإنجيل بكلمات وجيزة جدا: صلبوه (الآية 25)، وصرخ يسوع (الآية 34)، ولفظ الروح (الآية 37).
(30) المراد بهذه الآية والآية التي تليها هو الدلالة على أهمية موت يسوع لتاريخ الخلاص. فالحجاب المسدل أمام قدس الأقداس (خر 26 / 33) أو بناء الهيكل (خر 26 / 36 - 37) قد انشق: هذا رمز الدخول الحر إلى حضرة الله (راجع عب 6 / 19 - 20 و 9 / 3 و 6 - 12) أو الانذار بنهاية الهيكل. مرقس شديد الانتباه إلى كل ما يبشر باشتراك الوثنيين في الخلاص (راجع 11 / 16 +، و 17 +).
(31) ما لفت نظر قائد المئة هو طريقة موت يسوع، ويأتي كلامه تعبيرا عن هذا الموت.
(32) يمثل هنا عالم الوثنيين بقائد المئة. وأيا كان معنى تسمية " ابن الله " على لسان أحد الوثنيين، فإن مرقس يرغب أن نرى فيها فعل إيمان المسيحيين الذين أتوا من الوثنية.
(33) منهم من يترجم: " مريم امرأة (أو بنت) يعقوب الصغير وأم يوسى ". ولكن، بما أن مريم هذه نفسها تسمى في الآية 47 " أم يوسى "، فقد فضلنا هذه الترجمة. عن يعقوب ويوسى، راجع مر 6 / 3.
(34) يرجح أنه مجلس اليهود الأعلى. لم يكن الرومانيون يهتمون بدفن المحكوم عليهم بالموت. لكن الشريعة اليهودية كانت تأمر بدفن المجرم الذي أعدم قبل مغيب الشمس (تث 21 - 22 - 23). وينسب رسل 13 / 29 أيضا إلى اليهود دفن يسوع. توحي رواية مرقس بوجود ضرورة عاجلة، لاقتراب الليل والسبت (الآية 42).
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة