المشيح يثبت ملكه الحاضر منذ الآن.
تقع الروايات عن الفصح كلها في أورشليم (24) وهي لا تذكر التقليد القديم للترائيات في الجليل (متى 26 / 32 و 28 / 7 و 10 و 16 - 20 ومرقس 14 / 28 و 16 / 7 ويوحنا 21). ولا شك أن السبب في ذلك يعود إلى مراعاة التوافق بين الإنجيل وأعمال الرسل. وتلك الروايات تفسر الآلام على أنها السر الذي شاءه الله للمضي بالمسيح إلى المجد (24 / 26) وتدل على أن يسوع كشف عن هذه المشيئة الإلهية (24 / 7) وأنها وردت في الكتب (24 / 25 - 27 و 24 - 46). ويتراءى يسوع آخر الأمر للاثني عشر ليتغلب على شكوكهم (24 / 36 - 43) وليوليهم رسالتهم ليكونوا شهودا (24 / 47 - 49). وينتهي الكتاب برواية أولى للصعود (24 / 51) تظهر سيادة الذي قام من بين الأموات (رسل 2 / 36).
فالإنجيل كله يدل على كشف تدرجي لسر الرب يسوع واطلاع بطئ عليه من قبل الذين سيبشرون بهذا السر.
[زمن يسوع وزمن الكنيسة] 1) كان في نية لوقا أن يضع كتابا ثانيا موضوعه تبشير الرسل فأمكنه أن يميز أكثر مما فعل متى ومرقس بين زمن يسوع وزمن الكنيسة. فإنجيله يدل على نشاط يسوع في سبيل إسرائيل وحده. أجل، لقد أظهر ما في رسالة الخلاص من هدف شامل، ولكنه أظهر ذلك في نبوءات عن المستقبل (2 / 32 و 3 / 6 و 13 / 29 و 14 / 16 - 24) أو في صور نموذجية مسبقة (3 / 23 - 38 و 4 / 25 - 27 و 7 / 9 و 8 / 39 و 10 / 1 و 17 / 11 - 19). والذي قام من بين الأموات هو الوحيد الذي يأمر بالتوجه إلى الوثنيين (24 / 47 - 48).
2) الغاية من التمييز بوضوح بين زمن يسوع وزمن الكنيسة هي أن لوقا أراد أن يسلط الأضواء على مراحل العمل الإلهي في التاريخ. غير أن هذه الطريقة لعرض الأحداث لا تنسيه أن الخلاص قد حصل أولا وآخرا في يسوع المسيح. فلوقا يشدد منذ مقدمة الإنجيل على أن الخلاص قد حصل اليوم (2 / 11 و 3 / 22 و 4 / 21)، لأن يسوع، منذ اللحظة الأولى من حياته، هو ابن الله (1 / 35) والمخلص (2 / 11) والرب (2 / 11)، ولأنه يستهل بشارته برسالة الخلاص الموجهة إلى الفقراء والصغار وهم المستفيدون المحظوظون (4 / 18).
وعندما يصف لوقا زمن يسوع، فإنه يفكر في الكنيسة أيضا. وهو يطلق على الاثني عشر لقب الرسل أكثر من متى ومرقس، وهو لا ينسى ما لهم من أعباء في الجماعات (9 / 12 و 12 / 41 - 46 و 22 / 14 - 38) وما لهم من أعوان في رسالتهم (10 / 1).
ثم إنه يعنى بإظهار ما في تعليم يسوع من قاعدة حياتية يومية للتلاميذ (9 / 23 و 11 / 3 و 17 / 4) ويشدد على التوبة منذ البدء (5 / 32 و 13 / 1 - 5 و 15 / 4 - 32 ولا سيما في مشاهد 7 / 36 - 50 و 19 / 1 - 10 و 23 / 39 - 43) والإيمان (1 / 20 و 45 و 7 / 50 و 8 / 12 - 13 و 17 / 5 - 6 و 18 / 8 و 22 / 32 و 24 / 25) الذي يعبر عنه في الاعتراف بالرب (12 / 2 - 12 و 21 / 12 - 19) والصلاة