الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٧٤
والمجلس كله، ثم أوثقوا يسوع وساقوه وسلموه إلى بيلاطس. 2 فسأله بيلاطس: " أأنت ملك اليهود؟ " فأجابه: " هو ما تقول " (2). 3 وكان عظماء الكهنة يتهمونه اتهامات كثيرة (3).
4 فسأله بيلاطس ثانية: " أما تجيب بشئ؟
أنظر ما أكثر ما يشهدون به عليك ". 5 ولكن يسوع لم يجب بشئ بعد ذلك حتى تعجب بيلاطس.
6 وكان في كل عيد يطلق لهم سجينا أي واحد طلبوا. 7 وكان رجل يدعى برأبا مسجونا مع المشاغبين الذين ارتكبوا جريمة القتل في الفتنة (4). 8 فصعد الجمع وأخذوا يطلبون ما كان من عادته أن يمنحهم (5). 9 فأجابهم بيلاطس: " أتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود؟ " 10 لأنه كان يعلم أن عظماء الكهنة من حسدهم أسلموه. 11 فأثار عظماء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالأحرى برأبا (6). 12 فتكلم بيلاطس ثانيا قال لهم: " فماذا أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ " (7) 13 فعادوا للصياح:
" اصلبه! " (8) 14 فقال لهم بيلاطس: " فما الذي فعل من الشر؟ " فازدادوا صياحا: " اصلبه! " 15 وأراد بيلاطس أن يرضي الجمع، فأطلق لهم برأبا، وبعد ما جلد يسوع (9) أسلمه ليصلب.
[إكليل من الشوك على رأس يسوع] 16 فساقه الجنود إلى داخل الدار، دار الحاكم (10)، ودعوا الكتيبة كلها، 17 وألبسوه أرجوانا (11)، وكللوه بإكليل ضفروه من الشوك، 18 وأخذوا يحيونه فيقولون: " السلام

(2) راجع متى 27 / 11 +. في هذا المشهد كله، يشير مرقس، أكثر مما فعل متى ولوقا، إلى أن النقاش يدور حول ملك يسوع (راجع الآيتين 9 و 12). وفي جواب يسوع تحفظ أكيد (راجع متى 26 / 25).
(3) إن قلة الوضوح التي تتسم بها هذه الاتهامات (وفي لو 23 / 3 و 5 و 14 يذكر بعضا منها) تبرز الأهمية المعلقة على موضوع ملك يسوع.
(4) يفترض التوضيح المذكور أننا أمام حادث معروف وأن برأبا لم يكن لصا مجرما كسائر اللصوص، بل زعيم فتنة ثائر على المحتل الروماني (راجع متى 27 / 16 +).
(5) عن هذه العادة، راجع متى 27 / 15 +. هذه أول مرة يظهر " الجمع " في رواية مرقس للآلام. سبق أن أيد الجمع يسوع في مناقشاته لأصحاب السلطة الدينية في أورشليم (12 / 12 - 37). أما هنا فإنه يتدخل ليطالب بيلاطس بمراعاة العادة المألوفة، دون إظهار أي عداء ليسوع حتى الآن.
(6) الجمع ألعوبة في أيدي عظماء الكهنة.
(7) قراءة مختلفة: " ماذا تريدون أن أفعل.. ". إن مرقس، بروايته هذا الحوار، يشير في آن واحد إلى رفض الاعتراف بيسوع ملكا (الآية 13) وإلى محاولات بيلاطس الباطلة لتبرئته (الآية 14).
(8) الصلب تعذيب فارسي الأصل، ولقد اعتمده القرطاجيون وأمسى عند الرومانيين أشد العقوبات قساوة وعارا لمعاقبة السرقة والقتل والخيانة والفتنة، ولم يكن ينزل بالمواطنين الرومانيين. وفي فلسطين، صلب ألفا متمرد بأمر الوالي الروماني فاروس، بعد وفاة هيرودس الكبير. وفي السنة 7، عانى يهوذا الجليلي العذاب نفسه لقيامه بحركة مقاومة للرومانيين (راجع رسل 5 / 37). والجمع يطالب هنا ليسوع بالعقوبة الخاصة بالمتمردين، ويطالب بالحرية لبرأبا.
(9) " الجلد " يسبق الصلب، وفقا للعادة المألوفة عند الرومانيين (راجع لو 23 / 16 - 22 ويو 19 / 1 ورسل 5 / 40).
(10) تظهر " دار الحاكم " هنا بمظهر ثكنة، كانت " الكتيبة " عشر الفرقة وتضم ست مائة رجل. ولكن قد يجب ألا نفهمها بمعناها الاصطلاحي، فلربما عنى مرقس الجنود الذين كانوا في دار الحاكم بيلاطس.
(11) إن ثوب الأرجوان (المشار إليه بقطعة قماش أحمر) والإكليل والسجود ليسوع هي أمور تليق بالملك. في هذه السخرية، يواصل مرقس معالجة موضوعه، وهو ملك يسوع، المشيح المصلوب.
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة