الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥٩
[يسوع ينبئ مرة ثالثة بموته] 32 وكانوا سائرين في الطريق صاعدين إلى أورشليم، وكان يسوع يتقدمهم (16)، وقد أخذهم الدهش. أما الذين يتبعونه فكانوا خائفين. فمضى بالاثني عشر مرة أخرى، وأخذ ينبئهم بما سيحدث له (17) 33 قال: " ها نحن صاعدون إلى أورشليم، فابن الإنسان يسلم إلى عظماء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت، ويسلمونه إلى الوثنيين، 34 فيسخرون منه، ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه، وبعد ثلاثة أيام يقوم ".
[طلب ابني زبدى] 35 ودنا إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدى، فقالا له: " يا معلم، نريد أن تصنع لنا ما نسألك ".
36 فقال لهما: " ماذا تريدان أن أصنع لكما؟ " 37 قالا له: " إمنحنا أن يجلس أحدنا عن يمينك، والآخر عن شمالك في مجدك " (18).
38 فقال لهما يسوع: " إنكما لا تعلمان ما تسألان.
أتستطيعان أن تشربا الكأس (19) التي سأشربها، أو تقبلا المعمودية التي سأقبلها؟ " 39 فقالا له: " نستطيع ". فقال لهما يسوع: " إن الكأس التي أشربها سوف تشربانها، والمعمودية التي أقبلها سوف تقبلانها. 40 وأما الجلوس عن يميني أو شمالي، فليس لي أن أمنحه، وإنما هو (20) للذين أعد لهم " (21).
[السلطة خدمة] 41 فلما سمع العشرة ذلك الكلام استاؤوا من يعقوب ويوحنا 42 فدعاهم يسوع وقال لهم:
" تعلمون أن الذين يعدون رؤساء الأمم يسودونها، وأن أكابرها يتسلطون عليها.
43 فليس الأمر فيكم كذلك. بل من أراد أن يكون كبيرا فيكم، فليكن لكم خادما. 44 ومن أراد أن يكون الأول فيكم، فليكن لأجمعكم عبدا. 45 لأن ابن الإنسان لم يأت ليخدم، بل ليخدم ويفدي بنفسه جماعة الناس " (22).
[شفاء أعمى في أريحا] 46 ووصلوا إلى أريحا. وبينما هو خارج من

(16) ليس هذا مجرد تفصيل قصصي. فإن موقف يسوع، وهو يسير في المقدمة واثقا من رسالته، يختلف، في نظر مرقس، عن حيرة التلاميذ وخوفهم أمام ما ينتظرهم في أورشليم (راجع يو 11 / 7 - 16).
(17) راجع مر 8 / 31 - 32 و 9 / 31 - 32. عن التوضيح الوارد في هذا الإنباء الثالث، راجع متى 20 / 19 +.
(18) راجع متى 20 / 21 +.
(19) في العهد القديم، كثيرا ما ترمز " الكأس " إلى العذاب (مز 75 / 9 واش 51 / 17 - 22 وار 25 / 15 وحز 23 / 31 - 34). راجع مر 14 / 36. مع صورة الكأس، ترد عند مرقس صورة " المعمودية " وهي تدل على العذابات التي تغمر الإنسان عندما يعاني من المحنة عامة، ومن الاستشهاد خاصة.
(20) راجع متى 20 / 23 +.
(21) صيغة الفعل المجهول للتعبير عن عمل الله:
" أعده الله لهم ". هكذا أوضحه متى 20 / 23.
(22) الترجمة اللفظية: " كثيرا من الناس ". للعبارة معنى واسع هنا: يسوع يموت " من أجل " و " بدل " جماعة الناس، كالعبد المتألم من أجل كافة الشعب (راجع اش 53 / 11 - 12 ومر 14 / 24.
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة