الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٦٣
خارج الكرم. 9 فماذا يفعل رب الكرم؟ يأتي ويهلك الكرامين، ويعطي الكرم لآخرين.
10 أوما قرأتم هذه الآية:
" الحجر الذي رذله البناؤون هو الذي صار رأس الزاوية (3).
11 من عند الرب كان ذلك وهو عجب في أعيننا " (4).
12 فحاولوا أن يمسكوه، ولكنهم خافوا الجمع، وكانوا قد أدركوا أنه يعرض بهم في هذا المثل، فتركوه وانصرفوا.
[أداء الجزية لقيصر] 13 وأرسلوا (5) إليه أناسا من الفريسيين والهيرودسيين (6) ليصطادوا بكلمة. 14 فأتوه وقالوا له: " يا معلم، أنك صادق لا تبالي بأحد، لأنك لا تراعي مقام الناس، بل تعلم سبيل الله (7) بالحق. أيحل دفع الجزية (8) إلى قيصر أم لا؟ أو ندفعها أم لا ندفعها؟ " 15 ففطن لريائهم فقال لهم: " لماذا تحاولون إحراجي؟ (9) هاتوا دينارا لأراه ".
16 فأتوه به. فقال لهم: " لمن الصورة هذه والكتابة؟ " قالوا: " لقيصر ". 17 فقال لهم:
" أدوا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله " (10).
فعجبوا له أشد العجب.
[قيامة الموتى] 18 وأتاه بعض الصدوقيين (11)، وهم الذين يقولون بأنه لا قيامة، فسألوه: 19 " يا معلم، إن موسى كتب علينا: " إذا مات لامرئ أخ فترك امرأته ولم يخلف ولدا، فليأخذ أخوه المرأة ويقم نسلا لأخيه " (12). 20 كان هناك سبعة إخوة. فأخذ الأول امرأة ثم مات ولم يخلف نسلا. 21 فأخذها الثاني ثم مات ولم يخلف نسلا. وكذلك الثالث. 22 ولم يخلف السبعة نسلا. ثم ماتت المرأة من بعدهم جميعا.
23 ففي القيامة حين يقومون لأي منهم تكون

(3) الترجمة اللفظية: " هو الذي صار في رأس الزاوية ".
(4) مز 118 / 22 - 23.
(5) في الآيات 13 - 34 (راجع متى 22 / 15 - 40 ولو 20 / 20 - 40 و 10 / 25 - 28) سلسلة مناظرات سيخرج يسوع منها منتصرا، إذ إن خصومه عدلوا عن إحراجه بأسئلتهم، كما ورد في الخاتمة: " ولم يجرؤ أحد بعدئذ أن يسأله عن شئ " (الآية 34). في المسألة الأخيرة من المسائل التي نوقشت (في المشيح، ابن داود)، انتقل يسوع إلى مبادرة طرح السؤال. إلا أن مرقس، خلافا لمتى ولوقا، يصور هذه الحادثة بصورة مناظرة غير مباشرة، إذ أن يسوع لم يعد يوجه كلامه إلى خصومه، بل إلى سامعيه.
(6) راجع مر 3 / 6 +.
(7) راجع لو 20 / 21 +.
(8) راجع متى 22 / 17 +.
(9) لم تكن هذه المحاولة محاولة الخصوم الأولى: راجع مر 8 / 11 و 10 / 2.
(10) إن استعمال محاوري يسوع هذه العملة، وهي رمز السلطة الرومانية، برهان على أنهم يقبلون الاستفادة من نظام سياسي معين. وإذا أرادوا أن يرفضوا دفع الجزية، وجب عليهم أن يعترضوا على جميع أشكال الوجود الروماني، الأمر الذي لا يعملونه. والاهم أنهم يخلطون بين بعد وبعد:
فالواجبات نحو الله هي من نظام يختلف عن نظام الواجبات نحو قيصر، وليس للجزية التي تحق لقيصر ما للطاعة الله من طابع مطلق نهائي.
(11) راجع لو 20 / 27 +.
(12) تث 25 / 5 - 10 وراجع متى 22 / 24 +.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة