الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥٨
الطفل (8)، لا يدخله ". 16 ثم ضمهم إلى صدره ووضع يديه عليهم فباركهم (9).
[الشاب الغني] 17 وبينما هو خارج إلى الطريق، أسرع إليه رجل فجثا له وسأله: " أيها المعلم الصالح، ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ " 18 فقال له يسوع: " لم تدعوني صالحا؟ لا صالح إلا الله وحده. 19 أنت تعرف الوصايا:
" لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تظلم، أكرم أباك وأمك " (10).
20 فقال له: " يا معلم، هذا كله حفظته منذ صباي ". 21 فحدق إليه يسوع فأحبه فقال له: " واحدة تنقصك: إذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني ".
22 فاغتم لهذا الكلام وانصرف حزينا، لأنه كان ذا مال كثير. 23 فأجال يسوع طرفه وقال لتلاميذه: " ما أعسر دخول ملكوت الله على ذوي المال ". 24 فدهش تلاميذه لكلامه فأعاد يسوع لهم الكلام قال: " يا بني، ما أعسر دخول ملكوت الله! 25 لأن يمر الجمل من ثقب الإبرة (11) أيسر من أن يدخل الغني ملكوت الله ". 26 فاشتد دهشهم وقال بعضهم لبعض: " فمن يقدر أن يخلص؟ " 27 فحدق إليهم يسوع وقال: " هذا شئ يعجز الناس ولا يعجز الله، فإن الله على كل شئ قدير ".
[جزاء من يبذل في سبيل يسوع] 28 وأخذ بطرس يقول له: " ها قد تركنا نحن كل شئ وتبعناك ". 20 فقال يسوع:
" الحق أقول لكم: ما من أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أما أو أبا أو بنين أو حقولا من أجلي وأجل البشارة (12) 30 إلا نال الآن في هذه الدنيا مائة ضعف من البيوت والأخوة والأخوات والأمهات والبنين والحقول مع الاضطهادات (13)، ونال في الآخرة (14) الحياة الأبدية. 31 وكثير من الأولين يصيرون آخرين، والآخرون يصيرون أولين " (15).

(8) قد تكون عبارة " مثل الطفل " إما بدلا للفاعل (" من ") وإما بدلا للمفعول به (ملكوت الله). فإما على الإنسان أن يكون " مثل الطفل " ليقبل الملكوت، وإما عليه أن يقبل الملكوت " كما يقبل الطفل ". وفي الآية 14 (" لأمثال هؤلاء ") ما يدل على أن مرقس يقصد المعنى الأول: على الإنسان أن يكون مثل الطفل. وهكذا أوضحها متى 18 / 3، في حين أن لو 18 / 17 حفظ عبارة مرقس. إن الأطفال والذين يتمثلون بهم هم في حالة خضوع تام، هذا كان وضع الأطفال القانوني في ذلك الزمان. ليس الطفل رمز البراءة، بل الطاعة والاستعداد للتقبل. فالذي يقبل بشرى الملكوت بهذه الاستعدادات الباطنية (الآية 15)، وبدون جدال، يدخل الملكوت فورا (الآية 14).
(9) ينفرد مرقس بذكر هذه البركة، وهي لا تقتصر على كلام أو حركة، بل تعني إعطاء الملكوت.
(10) خر 20 / 12 - 16 وتث 5 / 16 - 20. " لا تظلم " تعليق على الوصايا العشر، لا نجدها في إنجيلي متى ولوقا.
(11) راجع متى 19 / 24 +.
(12) ينفرد مرقس بذكر " وأجل البشارة ": راجع 8 / 35 +.
(13) توضيح آخر خاص بمرقس: السير وراء يسوع يعني دائما التعرض للاضطهاد كما اضطهد المعلم نفسه.
(14) راجع لو 18 / 30 +.
(15) راجع متى 19 / 30 +.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة