الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥٤
5 فخاطب بطرس يسوع قال: " رابي (5)، حسن أن نكون ههنا (6). فلو نصبنا ثلاث خيم (7)، واحدة لك، وواحدة لموسى، وواحدة لإيليا ". 6 فلم يكن يدري ماذا يقول (8)، لما استولى عليهم من الخوف.
7 وظهر غمام قد ظللهم (9)، وانطلق صوت من الغمام يقول: " هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعوا " (10).
8 فأجالوا الطرف فورا في ما حولهم، فلم يروا معهم إلا يسوع وحده. 9 وبينما هم نازلون من الجبل، أوصاهم ألا يخبروا أحدا بما رأوا، إلا متى قام ابن الإنسان من بين الأموات (11). 10 فحفظوا هذا الأمر وأخذوا يتساءلون ما معنى " القيامة من بين الأموات " (12).
11 وسألوه: " لماذا يقول الكتبة إنه يجب أن يأتي إيليا أولا؟ " (13). 12 فقال لهم: " إن إيليا يأتي أولا ويصلح كل شئ (14). فكيف كتب في شأن ابن الإنسان أنه سيعاني آلاما شديدة ويزدرى؟ (15) 13 على أني أقول لكم إن إيليا قد أتى، وصنعوا به كل ما أرادوا كما كتب في شأنه " (6).

(5) بهذا اللقب التوقيري، " سيدي " (من راب:
كبير)، كانوا ينادون معلمي الشريعة وشخصيات أخرى أيضا. وفي 11 / 21 و 14 / 44 - 45 وراجع 10 / 51، يطلق هذا اللقب على يسوع، في حين أنه يترجم في يو 1 / 38 ب‍ " معلم ". وفي أواخر القرن الأول، فقدت هذه الكلمة معنى صيغة المنادى ودلت على علماء الشريعة.
(6) راجع لو 9 / 33 +.
(7) راجع متى 17 / 4 +.
(8) العبارة نفسها في مر 14 / 40.
(9) راجع لو 9 / 34 +.
(10) يذكر هذا الاعلان للبنوة الإلهية بالاعلان عند اعتماد يسوع. راجع متى 17 / 5 +.
(11) راجع متى 17 / 9 +. هذا الواجب بكتم " السر " يذكر بتوصيات أخرى مماثلة (مر 1 / 34 +، و 1 / 44 +، و 5 / 43 و 7 / 36 و 8 / 30 +). يوضح مرقس أن السر لن يكشف إلا بعد القيامة، ويريد بذلك أن هذا الحدث لا يفهم إلا بعد ظهور مجد الذي قام من بين الأموات. وقد يكون مرقس، بموقفه هذا، يعكس صدى اهتمامات جماعته: بعد مثل هذا التجلي، كيف لم يعترف به مشيحا، في أثناء حياته؟
(12) قراءة مختلفة: ما معنى " متى قام من بين الأموات ". لم تكن فكرة القيامة هي التي أدهشت التلاميذ (كان كثير من اليهود يعتقدون بالقيامة)، بل طريقة يسوع في الكلام عليها. إنه يخبر بها كأنها قريبة، في حين أنهم كانوا يتوقعون حصولها في آخر الأزمنة. وما عدا ذلك، كان القول بأنه لا بد لابن الإنسان من سلوك سبيل الموت والقيامة يبدو غريبا محيرا.
(13) كانوا يثيبون مجئ إيليا " أولا " بالاستناد إلى ملا 3 / 23. وهناك عدة نصوص للربانيين تشير إليه. كانت جماعة قمران تنتظر مجئ نبي ومشحاء من سلالة هارون وإسرائيل (القانون 11 / 11).
(14) إن الفعل المترجم هنا ب‍ " يصلح " هو الفعل الذي اختاره النص اليوناني ل‍ ملا 3 / 24 لترجمة الفعل العبري " يرد " قلب الآباء إلى البنين (راجع سي 48 / 10). فكان لا بد ليوحنا المعمدان من أن يعمل على المصالحة العامة. لا يعترض يسوع على هذه الفكرة، لكنها تبدو له غير منسجمة مع آلام المشيح الآتي بعد إيليا. ومهما يكن من أمر، فقد أتى إيليا (الآية 13) في شخص يوحنا المعمدان (متى 11 / 14 وراجع مع ذلك يو 1 / 21)، ولكنه لم يقم بخدمة المصالحة، فقد تألم هو نفسه.
(15) ينفرد مرقس بهذه الجملة. عبثا نبحث في الكتب المقدسة عن نص على آلام " ابن الإنسان ". قد يكون في ذلك تلميح إلى آلام " العبد " في اش 52 / 14 و 53 / 4 - 10، لكن العبد لا يحمل لقب ابن الإنسان.
(16) هنا أيضا ينفرد مرقس بالاستناد إلى الكتاب المقدس، ولا وجود في العهد القديم للفكرة القائلة بأن إيليا السابق سيتألم، وليس لها ذكر واضح في الأدب اليهودي.
يرى مرقس أن هناك توازيا وثيقا بين إيليا وابن الإنسان، فعلى كلاهما أن يتألم. وهكذا يكون مصير يوحنا المعمدان (راجع 6 / 17 - 29) صورة سابقة لمصير المسيح. ولهذا الموضوع من الأهمية في نظر مرقس ما يحمله على الاستعانة بشهادة الكتب المقدسة.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة