الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٥٣
[ما يطلب من أتباع يسوع] 34 ودعا الجمع (28) وتلاميذه وقال لهم:
" من أراد أن يتبعني، فليزهد في نفسه ويحمل صليبه (29) ويتبعني. 35 لأن الذي يريد أن يخلص حياته (30) يفقدها، وأما الذي يفقد حياته في سبيلي وسبيل البشارة فإنه يخلصها (31).
36 فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ 37 وماذا يعطي الإنسان بدلا لنفسه؟ (32) لأن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابن الإنسان، من جاء في مجد أبيه ومعه الملائكة الأطهار ".
[9] 1 وقال لهم: " الحق أقول لكم: في جملة الحاضرين ههنا من لا يذوقون الموت، حتى يشاهدوا ملكوت الله آتيا بقوة " (1).
[التجلي] 2 وبعد ستة أيام مضى يسوع ببطرس ويعقوب ويوحنا فانفرد بهم وحدهم على جبل عال (2)، وتجلى (3) بمرأى منهم. 3 فتلألأت ثيابه ناصعة البياض، حتى ليعجز أي قصار في الأرض أن يأتي بمثل بياضها. 4 وتراءى لهم إيليا مع موسى (4)، وكانا يكلمان يسوع.

(28) كل إنباء بالآلام تتبعه أقوال ليسوع الذي يستخلص النتائج لتلاميذه (الآيات 34 - 38 و 9 / 38 - 41 و 10 / 35 - 45 وراجع لو 9 / 23 +).
(29) يفترض هذا الكلام، على هذا النحو، أن حياة التلميذ الأصيل تحددها حياة يسوع: فلا بد له أن يتبعه في الزهد في النفس المعبر عنه بقبول الصليب، أي، بحسب الآيات 35 - 37، بتعريض حياته للخطر في سبيل يسوع والبشارة.
(30) راجع متى 10 / 28 +.
(31) يواصل عمل يسوع، في نظر مرقس، بإعلان البشارة (راجع 1 / 1 +)، وهذه البشارة قد تحمل التلميذ على التضحية بحياته، كما أن رسالة يسوع بلغت به إلى الصليب.
(32) الترجمة اللفظية: " ثمن شراء "، هنا لاستعادة الحياة المفقودة (راجع مز 49 / 8 - 9).
(1) " بقوة ": تميز هذه الكلمة بين خمول أوائل الملكوت وظهوره بقوة. وهذه القوة أعطيت للمسيح منذ قيامته (راجع روم 1 / 4 +). ورد كلام يسوع هذا بفروق مختلفة (راجع متى 16 / 28 +، ولو 9 / 27 +). لا شك أن الألفاظ المستعملة هنا تدل على الجيل المعاصر ليسوع وتلاميذه، الذين شاهد بعض أناس منهم قيام ملكوت الله، عند مجئ المسيح الأخير. وفقا لما ألفناه في اللغة النبوية والرؤيوية، لا يميز هذا الكلام بين مختلف المراحل التي قد يظهرها المستقبل، وهدفه المباشر هو تعليم السامعين، إذ يدعوهم إلى التوبة من غير إبطاء (راجع 8 / 38). لا شك أن التقليد دل على أمانة كبرى، علما بأن تصريح يسوع لم يتحقق، على ما يبدو، كما كانوا يتوقعونه. لقد عرضت محاولات تفسيرية مختلفة (الاستيلاء على أورشليم، ترائيات القائم من بين الأموات، التجلي)، دون الوصول إلى الإجماع.
(2) راجع متى 17 / 1 +.
(3) الترجمة اللفظية: " تحول ". في آيات آخرى، يدل الفعل على تحول روحي (روم 12 / 2 و 2 قور 3 / 18).
هذا التحول منظور هنا، فيذكر متى ولوقا أنه يؤثر في الوجه، كما أن الإزائيين الثلاثة يشيرون إلى التغير الذي طرأ على الثياب، ترمز الثياب المتلألئة، كما يجري في الرؤى اليهودية، إلى المجد السماوي المنعم به على المختارين الذين يصيرون كالملائكة (راجع متى 28 / 3 ورؤ 3 / 4 و 4 / 4). لا يظهر معنى هذا المشهد العجيب إلا في فكرة قيامة المسيح المجيدة، وهو استباق لها، في نظر مرقس.
(4) راجع متى 17 / 3 +. الترتيب إيليا - موسى معكوس في إنجيلي متى ولوقا (موسى وإيليا).
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة