الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٣١
[إبراء أبرص] 40 وأتاه أبرص (45) يتوسل إليه، فجثا وقال له: " إن شئت فأنت قادر على أن تبرئني ".
41 فأشفق عليه يسوع (46) ومد يده فلمسه وقال له: " قد شئت فابرأ " 42 فزال عنه البرص لوقته وبرئ. 43 فصرفه يسوع بعد ما أنذره بلهجة شديدة 44 فقال له: " إياك أن تخبر أحدا بشئ (47). بل اذهب إلى الكاهن (48) فأره نفسك، ثم قرب عن برئك ما أمر به موسى، شهادة لديهم " (49). 45 أما هو، فانصرف وأخذ ينادي بأعلى صوته ويذيع الخبر (50)، فصار يسوع لا يستطيع أن يدخل مدينة علانية، بل كان يقيم في ظاهرها في أماكن مقفرة، والناس يأتونه من كل مكان.
[شفاء مقعد في كفرناحوم] [2] 1 وعاد بعد بضعة أيام إلى كفرناحوم (1)، فسمع الناس أنه في البيت (2). 2 فاجتمع منهم عدد كثير، ولم يبق موضع خاليا حتى عند الباب، فألقى إليهم كلمة الله (3)، 3 فأتوه بمقعد يحمله أربعة رجال. 4 فلم يستطيعوا الوصول به إليه لكثرة الزحام. فنبشوا عن

(45) " يوم في كفرناحوم " (الآيات 21 - 34). تضم هذه الفقرة بعض أعمال امتازت بها أولى تجليات يسوع. عن امتداد نشاطه إلى الجليل (الآيات 35 - 39) يقدم مرقس مثلا نموذجيا واحدا، وهو عمل " تطهير " أشبه بالانتصارات على " الأرواح النجسة " (راجع الآية 23 +)، إذ كان البرص يعد نجاسة تقصي المريض عن المجتمع (راجع متى 8 / 2 +).
(46) كان الشفاء من البرص يعد عملا شبيها بقيامة الأموات وينسب إلى الله وحده. إنه يدل على اقتراب ملكوت الله، وهو وقيامة الأموات في عداد نعم الأزمنة المشيحية (متى 10 / 8 و 11 / 5 وما يوازيه في مرقس ولوقا).
(47) مثل آخر عن الأمر " بالسكوت "، وهي من المواضيع الأساسية في إنجيل مرقس (راجع 1 / 34، الحاشية): في شأن المعجزات، راجع أيضا (5 / 43 و 7 / 36 و 8 / 26. لم يراع أمر السكوت هنا (الآية 45) ولا في 7 / 36 - 37، كما لو كان من المستحيل أن يحال دون إشعاع قدرة ابن الله.
(48) راجع اح 14 / 2 - 32. كان محرما أن يعاد الأبرص المعافى إلى الجماعة الدينية، إلا إذا صادق على الشفاء أحد الكهنة.
(49) تدل هذه العبارة في أماكن أخرى على شهادة ذات قيمة قضائية يدلى بها على أحد الأشخاص (6 / 11) أو أمامه (13 / 9). في 13 / 9، يبدو أن هذه " الشهادة " تكون للتأييد أو الاتهام وفقا لكيفية قبولها. وهكذا في هذا النص، فإن إثبات الشفاء القانوني يتخذ قوة مثل هذه الشهادة. والصعوبة في التوفيق بين هذه الفكرة وفكرة الأمر بالسكوت الوارد في الآية 44 تلفت النظر إلى التنازع الذي يعبر عنه مرقس والقائم بين الوجه العلني والوجه السري لشخص يسوع ونشاطه، يرفض يسوع الظهور بمظهر المشيح، لكنه يظهر، في أقواله وأعماله، سلطانه وقدرة الله.
(50) الترجمة اللفظية: " الكلمة ". لهذا اللفظ معنى اصطلاحي في 2 / 2 و 4 / 14 - 20 و 33، هو كلمة الله. إن وضعناه إلى جانب فعل " نادى " (أو " أعلن ") الخاص بالبشارة (راجع 1 / 4 +)، قد يوحي بأن الأبرص المعافى قد صار صورة سابقة للمبشرين بالإنجيل (راجع 5 / 19 - 20 و 7 / 36 +).
(1) هنا تبدأ سلسلة مناقشات بين يسوع وخصومه، جعل مرقس مكانها في كفرناحوم (2 / 1 - 3 - 6). وبعدها ينتقل الاهتمام إلى أقوال يسوع، وهو يعبر بوضوح عن معنى رسالته (2 / 10 و 17 و 19 و 28 و 3 / 4).
(2) يقصد به، ولا شك، بيت سمعان (1 / 29) حيث يجد يسوع نفسه في بيته (هذا معنى العبارة في 1 قور 11 / 34 و 14 / 35). أما في 7 / 17 و 9 / 28 وربما 3 / 20، فالمعنى يختلف (" في أحد البيوت ").
(3) " إلقاء الكلمة " (أو " كلمة الله ") عبارة أقرتها الكرازة المسيحية (رسل 4 / 29 و 31 و 8 / 25 الخ). يشدد مرقس على أنها تواصل كرازة يسوع.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة