دار العلم والكمال شيراز، صانها الله من الزلزال، خاليا من الطارق والتلاد، ليس معي أصل أطالعه، ولا كتاب أراجعه، فخشيت أن يفوت مني ما كان معلوما، ويعسر علي ما كان لدي مفهوما، (إلى أن قال) وكان لدي الولد الأعز علي، على علم النحو ولهان، لم يزل يلح علي على كتاب يقرأه وشرح يديره ويراه لا جرم جزمت أن أعلق له شرحا على ألفية ابن مالك أهذب فيها المطالب وأوضح منها المسالك (إلى آخر كلامه زيد في علو مقامه).
ولم تزل أهل هذه البلاد في أكثر الأوقات والآيان تقاسي من أهل الظلم والعناد وأهل الزيغ والفساد ضروب النكال والنكاد حتى تفرقوا أيدي سبأ في سائر الأقطار وعمروا بالإيمان وشعائر الإسلام سائر الأمصار فكأنهم قد خصوا بالبلاء لما كانوا من خلص أهل الولاء فلهم أسوة بساداتهم الأطهار النبلاء ومن شعر صاحب الترجمة في تذكره لتلك الديار وبعده عن وطنه والجوار قال رحمة الله عليه:
ليس البعاد عن الأهلين والدار * وإن لقيت بها هما بأضرار بل عن منادمة الأحباب ويحك ما * ترى ضياعي عن الأهلين والجار هذي (أوال) فلا آوي بها وطن * ولا حوت لأديب لا ولا دار أرى معالمها تبكي عوالمها * قد بدلت بعد سكن الدار بالدار إن الأمير بها من كان مفخرة * إني التمست من العشار أعشاري وأمس كنت بدار الحكم يلحظني * حامي الذمار عزيز الجند والجار إلى آخره، له مصنفات منها كتاب (معين النبيه على رجال من لا يحضره الفقيه) مجلد حسن وكثير من المتأخرين عنه ينقلون منه وله كتاب (الروضة