في شئ من مؤلفاتهم، ونحن نورد هنا طريق الاستدلال عن بعض أصحابنا لترى خيانة (الدهلوي) وكذبه في هذه المقالة:
قال أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب السروي بعد نقل الحديث عن المخالفين: " وهذا يقتضي وجوب الرجوع إلى أمير المؤمنين عليه السلام، لأنه كنى عنه بالمدينة، وأخبر أن الوصول إلى علمه من جهة علي خاصة، لأنه جعله كباب المدينة الذي لا يدخل إليها إلا منه. ثم أوجب ذلك الأمر به بقوله: فليأت الباب. وفيه دليل على عصمته، لأنه من ليس بمعصوم يصح منه وقوع القبيح، فإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا فيؤدي إلى أن يكون عليه السلام قد أمر بالقبيح، وذلك لا يجوز. ويدل أيضا على أنه أعلم الأمة، يؤيد ذلك ما قد علمناه من اختلافها ورجوع بعضها إلى بعض وغناءه عليه السلام عنها، وأبان عليه السلام ولاية علي عليه السلام وإمامته، وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة في حياته وبعد وفاته إلا من قبله وروايته عنه كما قال الله تعالى (وأتوا البيوت من أبوابها) " (1).
وقال يحيى بن الحسن الحلي المعروف بابن البطريق: " واعلم أن هذا الفصل قد جمع أشياء في فنون شتى من مناقبه كلها يوجب لأمير المؤمنين عليه السلام السيادة واتباع الأمة والاقتداء به. منها، قوله: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب. وكذلك قوله: أنا مدينة الجنة. وقد قدمنا فضل العالم على من ليس بعالم، وأن الله قد ميز العالم على من ليس بعالم، وأن الله تعالى قد أوجب اتباع من يهدي إلى الحق وهو أحق بالاتباع من غيره، وليس ذلك إلا لتفضيل العالم على من ليس كذلك، فقد وجبت له السيادة ووجب اتباعه. وقد استوفينا ذلك فيما مضى فلا وجه لإعادته " (2).
وقال القاضي السيد نور الله التستري: " أقول: في الحديث إشارة إلى قوله تعالى (وأتوا البيوت من أبوابها) وفي كثير من روايات ابن المغازلي تصريح