نفحات الأزهار - السيد علي الميلاني - ج ١٢ - الصفحة ١٥٦
7 - حديث: أبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها...
ثم إن ابن حجر عارض حديث: " أنا مدينة العلم وعلي بابها " بحديث مختلق موضوع فقال: " على أن تلك الرواية معارضة بخبر الفردوس: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. فهذه صريحة في أن أبا بكر أعلمهم " لكنها معارضة باطلة سندا ودلالة، أما سندا فمن وجوه:
هو من وضع إسماعيل الأسترآبادي أحدها: إن هذا الحديث من وضع " إسماعيل الأسترآبادي " كما سبق بيانه في رد كلام الأعور بالتفصيل، وقد كان الأحرى بابن حجر أن لا يفضح نفسه بالتفوه بهذا الإفك المبين.
السخاوي وهذا الحديث والثاني: لقد ضعف الحافظ السخاوي هذا الحديث وأمثاله من الموضوعات المختلقة المختلفة في مدح الثلاثة أو الأربعة، فقد قال: " وأورده صاحب الفردوس، وتبعه ابنه المذكور بلا إسناد، عن ابن مسعود رفعه: أنا مدينة العلم وأبو بكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلي بابها. وعن أنس مرفوعا: أنا مدينة العلم ومعاوية حلقتها. وبالجملة فكلها ضعيفة، وألفاظ أكثرها ركيكة " (1).
ولا يخفى أن ذكر ابنه هذا الحديث بلا إسناد - مع أن موضوع كتابه (مسند الفردوس) ذكر أسانيد كتاب والده الفردوس - من أقوى الشواهد على كون الحديث موضوعا، فلو وجد الابن سندا لهذا الحديث ولو ضعيفا لأورده مثل كثير من الأسانيد الضعيفة الواردة في مسند الفردوس... وأنى للديلمي ذلك وأين!!

(1) المقاصد الحسنة: 47.
(١٥٦)
مفاتيح البحث: حديث مدينة العلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»
الفهرست