ثم استعدت وتوجهت تلك الحقيقة المحمدية والصورة الهبائية، لانطباق التدلي الأعظم الحق الذي به يهتدي الخلق وإليه يلجأ، وذلك التدلي عبارة عن تجل إلهي بحسب جمعية أسماء في الاسم الرحيم الهادي، فتجلى الرحيم الهادي بأحدية جميع الأسماء في صورة النور الأعظم وانطبق على تلك الصورة الهبائية فتحقق وتجوهر بها، ثم انبسط ذلك النور على من هو أقرب به صلى الله عليه وسلم في ذلك الهباء. ثم وثم.
وكان أقرب الناس إليه في ذلك الهباء علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولذا صار جامعا لحقائق الأنبياء والمرسلين وأسرار المتقدمين والمتأخرين، وكان أخا له صلى الله عليه وسلم ووصيا وخليفة ووارثا ووزيرا ووليا للمؤمنين ومولى لهم وممدا لجميع الأنبياء والمرسلين والأولياء الأولين والآخرين بمدده صلى الله عليه وسلم الناشئ من ذلك النور الأعظم.
ويؤيد ما قلناه ما أخرجه الإمام أحمد في المناقب عن سلمان الفارسي قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله آدم قسم ذلك النور جزئين، فجزء أنا وجزء علي بن أبي طالب.
ويؤيده أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: يا علي كنت مع الأنبياء سرا ومعي جهرا.
وقال سيدي وسندي وجدي المتفرد بالله الصمد الشيخ أبو الرضا محمد قدس الله سره الأمجد في شرح هذا الحديث: نعم هو من الأولياء السابقين وهم الذين يتصرف تمثل روحهم في العالم، قبل أن يتعلق الروح بالبدن العنصري تعلق التصرف والتدبير. فقال: ويؤيده قصة دشت أرزن، وتلك قصة طويلة لم أذكرها مخافة الإطالة، فمن أراد الاطلاع عليها فليطالع الملفوظات القدسية الرضائية التي ألفتها ورتبتها. وأيضا مؤيد للمذكور ما روي في كلماته المأثورة رضي الله عنه: أنا علي وهو علي أنا بكل شئ عليم، أنا الذي مفاتيح الغيب عندي لا يعلمها بعد