به إن بلغه بعد ذلك يطعن في عبد الرحمن بن زيد بن أسلم راوي الحديث، ونحن قد اعتمدنا في تصحيحه على الحاكم، وأيضا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لا يبلغ في الضعف إلى الحد الذي ادعاه، وكيف يحل لمسلم أن يتجاسر على منع هذا الأمر العظيم الذي لا يرده عقل ولا شرع. وقد ورد فيه هذا الحديث وسنزيد هذا المعنى صحة وتبيينا بعد استيفاء الأقسام. وأما ما ورد من توسل نوح وإبراهيم وغيرهما من الأنبياء فذكره المفسرون واكتفينا عنه بهذا الحديث لجودته وتصحيحه ".
ليس أحد أعظم قدرا عند الله بعد النبي من علي لأن اسمه مع اسمهما أقول: ولقد جاءت أحاديث كثيرة تنص على أن اسم علي عليه السلام مكتوب على العرش مع اسم النبي صلى الله عليه وآله. وبذلك تظهر أفضليته من بعده، وأنه أعظم قدرا عند الله بعد الرسول من جميع الخلق، سواء الأنبياء وغيرهم.
ونحن نكتفي هنا بذكر بعض تلك الروايات، فنقول:
1 - اسم علي مكتوب على العرش ففي عدة أحاديث في كتب أهل السنة مكتوب اسم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام على العرش بعد كلمة التوحيد واسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فيعلم أنه ليس أحد أعظم عند الله قدرا ممن جعل اسمه مع اسمه واسم نبيه، وقد جاء ذلك في رواية:
1 - القاضي عياض عن أبي الحمراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قال رسول الله: لما أسري بي إلى السماء، إذا على العرش مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي " (1).