8 - الخلافة في المهاجرين إن من لوازم الخلافة كون الخليفة من المهاجرين الأولين، ومن الواضح أن العباس ليس من المهاجرين الأولين، بل إنه هاجر قبل الفتح بقليل... قال الحافظ ابن حجر بترجمته: " وكان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة وحضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم، وشهد بدرا مع المشركين فأسر، فافتدى نفسه وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب فرجع إلى مكة فيقال: إنه أسلم وكتم من قومه ذلك، وصار يكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار، ثم هاجر قبل الفتح بقليل وشهد الفتح وثبت يوم حنين " (1).
وأما أن كون الخليفة من المهاجرين الأولين فهو أمر مسلم، وقد صرح به شاه ولي الله في (إزالة الخفا).
9 - لزوم كون الخليفة ممن بايع تحت الشجرة وقد ذكر شاه ولي الله الدهلوي كذلك لزوم كون الخليفة ممن حضر غزوة الحديبية، وممن حضر نزول سورة النور، وممن شهد المشاهد العظيمة كغزوة بدر وغيرها، وقد استفاد هذه الشروط من الأدلة من القرآن والسنة...
ومن المعلوم أن العباس لم يشهد بدرا وغيرها مما ذكر، لأنه هاجر قبل الفتح بقليل - كما تقدم عن ابن حجر - وقد وقعت غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة (2) وفتح مكة في السنة الثامنة (3)، بل تقدم أن العباس من أسارى بدر.