10 - المراد من " الخلفاء " فيه هم " الأئمة " لو سلمنا صحة هذا الحديث فإن لنا أن نفسر " الخلفاء " فيه ب " الأئمة الاثني عشر " من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك:
أولا: لأنه صلى الله عليه وآله وسلم أطلق في حديث " الاثني عشر خليفة " كلمة " الخلفاء " عليهم سلام الله عليهم، فقد قال الشيخ القندوزي: " قال بعض المحققين: إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده صلى الله عليه وسلم اثنى عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة. فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أن مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديثه هذا: الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من أصحابه لقلتهم عن اثنى عشر، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأموية، لزيادتهم على اثنى عشر ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز ولكونهم غير بني هاشم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلهم من بني هاشم، في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاء صوته صلى الله عليه وسلم في هذا القول يرجح هذه الرواية لأنهم لا يحبون خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمل على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور، ولقلة رعايتهم لآية: * [قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى] * وحديث الكساء.
فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله، وكانت علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم صلى الله عليه وسلم بالوراثة واللدنية، كذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق، ويؤيد هذا المعنى - أي إن مراد النبي صلى الله عليه وسلم الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته ويشهد ويرجحه حديث الثقلين والأحاديث المتكثرة المذكورة في هذا الكتاب وغيره، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: كلهم تجتمع عليه الأمة، في رواية عن جابر بن سمرة فمراده صلى الله عليه وسلم أن الأمة تجتمع على الاقرار بإمامة كلهم وقت ظهور