أمير المؤمنين عليه السلام.
تكميل إن حديث الثقلين كما يدل على إمامة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت عليهم السلام وإمامة علي عليه السلام بلا فصل بعد رسول الله، كذلك يدل على وجود الإمام الثاني عشر الحجة المنتظر وبقائه عجل الله تعالى ظهوره.
وذلك لأن هذا الحديث يدل على عدم افتراق الكتاب والعترة إلى يوم القيامة وحتى الورود على الحوض، فكما أن القرآن باق إلى يوم القيامة فكذلك يجب وجود من يكون أهلا للتمسك والاقتداء به، وإماما للزمان وحجة للوقت من العترة الطاهرة إلى يوم القيامة.
وقد نص جماعة من علماء أهل السنة الأعلام على هذه الحقيقة في كتبهم:
فقد قال السمهودي في تنبيهات حديث الثقلين: " ثالثها ": إن ذلك يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا - كما سيأتي - أمانا لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض " 1.
وقد نقل عنه كلامه هذا كل من المناوي في (فيض القدير 3 / 15) والزرقاني في (شرح المواهب اللدنية 7 / 8).
وقال ابن حجر ما نصه: " وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع مستأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة، كما أن الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما