أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل لا أحفظ اسمه، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، فارتفعت أصواتهما، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض} (1).
وأخرج البخاري أيضا: أن عبد الله بن الزبير أخبرهم، أنه قدم ركب من بني تميم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال أبو بكر:
ما أردت إلي أو إلا خلافي. فقال عمر: ما أردت خلافك فتماريا (تجادلا)، حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله (حتى انقضت الآية) ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم} (2).
وأخرج الحافظ أبو نعيم في حليته عن أبي عسيب: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلا فدعاني، فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه، فخرج، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق (تمر) فوضعه فأكلوا، ثم بماء فشرب فقال: " لتسألن عن هذا يوم القيامة ". قال وأخذ عمر العذق فضرب به الأرض، حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا رسول الله: أئنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟
قال: نعم (3).
هل عزل أبو بكر من إمارة الحج؟
في السنة التاسعة للهجرة بعث النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر أميرا على الحج وقراءة سورة براءة {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتهم من المشركين، فسيحوا في