وقال أبو سفيان لعلي (عليه السلام): ما بال هذا الأمر في أقل حي من قريش، والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا... ما لنا ولأبي فصيل، إنما هي بنو عبد مناف (1).
عدم مبالاة بالعواقب كان عمر قد قرر في الجاهلية الأقدام على قتل النبي (صلى الله عليه وآله)، وهذا يبين جرأته الكبيرة، وعدم مبالاته بعواقب الأمور (2).
لأن قتل النبي (صلى الله عليه وآله) سوف يؤدي إلى قتل قاتله، وقتل من اشتبه بإعطائه الأوامر أو ساعد في إجراء هذا الأمر وهذا يعني حصول فتنة في داخل مكة، بين قبائل قريش، لا تنطفئ دون إراقة أنهار من الدم، والإطاحة بوجوه القوم ورجالهم، ونكبة أبنائهم ونسائهم. إن أعداء النبي (صلى الله عليه وآله) من وجهاء قريش، بالرغم من كونهم حمقى إلا أنهم أخذوا بمشورة العقلاء من قريش.
وقد دفع الله سبحانه هذه الفتنة الهوجاء والعمياء، وحفظ النبي (صلى الله عليه وآله) وأسلم عمر.
إن عمر في الجاهلية لم يكن عنده جاه عظيم أو مال كثير، يخاف عليه الزوال بانتصار الإسلام، مثلما كان يفكر وجهاء مكة.
وبالعكس فإن أي تحول في مكة في صالح الإسلام، وسقوط رؤساء القوم سوف يفسح المجال لظهور شخصيات جديدة ووجوه شابه...
ولكن عمر الذي كان كافرا، اعتقد بأن اختلافه مع الرسول (صلى الله عليه وآله) في الدين