البلدان الكثيرة المفتوحة في زمن أبي بكر بعد تولي أبي بكر السلطة ألح في ضرورة بعث حملة أسامة بن زيد إلى الشام، لكنه تخلف هو وعمر عن الانضمام إلى تلك الحملة، فسار أسامة مع جيشه إلى الشام دون جنديين أصبحا خليفة ووزيرا!
وقد عصى أبو بكر وعمر الأمر النبوي بالانخراط في حملة أسامة بن زيد في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وفي مماته، ففي حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ذهب أبو بكر إلى زوجته في السنح، بدل الذهاب إلى الجرف (مكان تجمع قوات زيد). وبعد ممات رسول الله (صلى الله عليه وآله) سأل أبو بكر أسامة بن زيد أن يترك له عمر، يستعين به على أمره. فقال: فما تقول في نفسك؟ فقال (أبو بكر): يا ابن أخي! فعل الناس ما ترى فدع لي عمر، وانفذ لوجهك، فخرج أسامة بالناس (1).
ثم حاول أبو بكر السيطرة على جزيرة العرب، والقضاء على حركات الردة عن الإسلام، والعاصين عن دفع الزكاة إلى الدولة.
والذي دعا أبا بكر إلى إرسال أسامة إلى الشام، هو وجود الجيش الكافي عنده للسيطرة على جزيرة العرب، فقد ذهب مع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى حملة تبوك ثلاثون ألف مقاتل.