وكائن بالقليب قليب بدر * من الفتيان والعرب الكرام أيوعدني ابن كبشة أن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام أيعجز أن يرد الموت عني * وينشرني إذا بليت عظامي ألا من بلغ الرحمن عني؟ * بأني تارك شهر الصيام فقل لله يمنعني شرابي * وقل لله يمنعني طعامي فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج مغضبا يجر رداءه، فرفع شيئا كان في يده فضربه. فقال: أعوذ بالله من غضبه، وغضب رسوله، فأنزل الله تعالى: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (1).
فقال عمر: انتهينا انتهينا.
وأخرج ابن سعد في كتابه الطبقات: أحب الطعام إلى عمر الثفل (الثخين من الطعام) وأحب الشراب إليه النبيذ.
وجاء في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه:
قال الشعبي: شرب أعرابي من إداوة (2) عمر فأغشي، فحده عمر. وإنما حده للسكر لا للشرب (3). وهناك حادثة مشابهة لتلك جاء فيها: ساير رجل عمر بن الخطاب في سفر وكان صائما، فلما أفطر الصائم أهوى إلى قربة عمر (رضي الله عنه) معلقة فيها نبيذ فشرب منها فسكر، فضربه عمر (رضي الله عنه) الحد. فقال له الرجل: إنما شربت من قربتك. فقال له عمر (رضي الله عنه): إنما جلدتك لسكرك لا على شرابك (4).